ولحسن الحظ فقد وفقت للاستماع والاستفادة منه من خلال بحوثه في كلية الفقه كما وفقني اللّه تعالى للحضور في بحثه الأكاديمي (الخارج) وكان من أمتع البحوث وأعمقها. والذي أود التركيز عليه هنا هو جانب التعادل العلمي الذي امتاز به وأعني به: تحقيق التوازن بين الأصالة الأصولية والفقهية والعقيدية لمدرسة أهل البيت(عليهم السلام)والانفتاح على آراء المذاهب الأخرى. وسأقتصر في هذا المقال على الجانب الفكري الأصولي ومن خلال كتاب السيد الأستاذ في »الأصول العامة للفقه المقارن« فقط . الكتاب المذكور في مجمله محاولة تقريبية فكرية فريدة يقل نظيرها بل يكاد ينعدم. وكم نود لو اقتفى العلماء الآخرون أثرها وتوسعوا فيها، الأمر الذي لم يحدث بعد. سوف نقتبس نماذج من بحوثه لنتبين ما ذكرناه من التوازن بين الأصالة والانفتاح ونعرف آثاره التقريبية من خلال هذه النماذج. أولاً: في مطلع البحوث يفصح عن هدفه من هذه البحوث حينما يذكر فوائد الفقه المقارن وتتلخص في الأمور التالية: أ- محاولة البلوغ إلى واقع الفقه الإسلامي. ب - العمل على تطوير الدراسات الفقهية والأصولية. ج - إشاعة الروح الموضوعية بين الباحثين ومحاولة القضاء على مختلف النزعات العاطفية. د - تضييق شقة الخلاف بين المسلمين والحد من تأثير العوامل المفرّقة التي كان من أهمها وأقواها جهل علماء بعض المذاهب بأسس وركائز البعض الآخر،