أجله: )أبي لم يعش في الحياة أكثر مما عشت حتى الآن، أخي لم يعش في نفس الحياة أكثر مما عشت حتى الآن، أنا الآن استوفيت هذا العمر، من المعقول جداً أن أموت في السن التي مات فيها أبي…(. وفيما يخص سعة اطلاعه فحدّث ولا حرج. وأخيراً فهيئة السيد الصدر وهيبته وملابسه المذكّرة بملابس الرسول الكريم(ص) وملامح وجهه المهيب وصوته الخاشع كأنه تسبيح كلها عوامل تتظافر لتتجمع مع الصدق في النصيحة والالتزام الكامل مع التطبيق لكل ما ينصح به ويدعو له، دون أدنى تكلّف أو ادعاء أو رياء، كل ذلك وغيره جعل خطبة الصدر موثّرة ناجحة. أخيراً: أدبه المقالي لقد كان النثر الاجتماعي الذي استخدمه الشهيد الصدر في كثير من كتاباته مؤثراً من جملة مؤثرات جعلت النجاح والاقبال حليف ذلك النتاج الكبير والعطاء الثر، )فالنثر الاجتماعي يتطلب صحة العبارة، وبالضرورة البعد عن الزخرف والزينة، ووضوح الجمل وترك المبالغات، وسلامة الحجج، وإجراؤها على حكم المنطق الصحيح، لأن الغرض منه معالجة الأمر الواقع فلا ينبغي استعمال الاقيسة الشعرية ولا الخيال المجنح، اللهم إلا في المقامات التي تقتضي استفزاز الجماهير وإثارة عواطفهم وتحميسها للإقلاع عن خلّة فاسدة، أو للتظاهر على اضطلاع بنفع عام، على أن يكون ذلك بقدر، فانّ الاغراض الاجتماعية إنما تجري في حدود الحقائق الواقعة على كل حال(([155]). ولقد اشتملت نتاجات الصدر الكبير النثرية على ذلك، وأضافت إليه روعة طرح الفكرة العلمية الدقيقة في قوالب من اللغة السهلة الممتنعة التي تدلل على