(مدينة الله) أو مدينة السماء، و(مدينة الأرض) أو مدينة الشيطان ، ويرى ضرورة خضوع الدولة للسلطة الروحية الكنسية، حتى تتحقق سعادة الدنيا والآخرة([82]). واستمر الفكر الكنسي مهيمناً على أروبا حتى عصر النهضة، حين ظهر مفكروا عصر التنوير، وحملوا فيه على فكرة الكنيسة التي ترى أن جنة الإنسان كانت في الماضي، وذهبوا إلى أن الجنة على ظهر الأرض ستتحقق في المستقبل بفضل التطور العلمي. أشهر هؤلاء المفكرين (فولتير) و(كوندوروسيه). فولتير (1664 – 1777م) حمل على الكنيسة بشدة لا على الدين، ورأى في نفسه قائداً لحملة صليبية ضد المسيحية. وكان شعار حملته (امح العار). ويقصد العار جميع الوساوس والشعو ذات الكهنوتية التي كبل بها رجال الكنيسة حياة الناس([83]). وشن هجوماً عنيفاً على الأساطير التوراتية التي كونت الفكر المسيحي، وقال: من الخطأ الظن بأن اليهود كانوا مضطهدين في الدولة الرومانية أو غيرها لقولهم بإله واحد في عالم وثني، بل لأ،هم يكرهون الأمم الأخرى وقد وصف اليهود بأنهم شعب متبربر لئيم جاهل، يزدري اگثر الأمم حضارة. وأنهم أحقر شعوب الأرض([84]). وكوندورسيه (1743 – 1794م) قسم حياة البشرية منذ نشأتها حتى قرنه (الثامن عشر الميلادي) على تسع مراحل تبدأ بحياة الإنسان البدائية وتنتهي بظهور (فرنسيس بيكون) و(غاليلو) و(ديكارت)، وأكد أن تقدم العلم سوف يحقق كل ما تحلم به البشرية من آمال في حياة مفعمة بالسعادة الفكرية والخلقية والاجتماعية([85]).