البيان الختامي للمؤتمر الدولي للسيد جمال الدين الأسدآبادي قبل 100 عام توفي السيد جمال الدين الافغاني وهو من سلالة رسول الله (ص) وكانت خطواته الحكيمة التي خطاها تركت اصداءها في شرق العالم وغربه وكانت صرخاته المدوية كصور اسرافيل أيقضت الشعوب النائمة ونفحاته العيسوية قد احيت الأموات. وحرمت نظراته المهيبة ورنين صوته الطواغيت والقوى الفاسدة من النوم المريح. وقد طرح السيد جمال الدين الأسدآبادي فكر احياء الاسلام وتجديد الحضارة الاسلامية ومجدها وعظمتها في المجتمعات الاسلامية وسط ظهور الحضارة الغربية الخادعة ومواجهتها. وكان فيلسوف الشرق والمصلح الإسلامي الكبير جمال الدين الأسدآبادي المعروف بالافغاني قد أدرك آلام وضعف وتخلف المجتمع الاسلامي وتقدم الشعوب الاوروبية وكان يعاني من آلام وجود الهوة الواضحة بينهما. وقد قدم نظرية اصلاح الفكر الاسلامي وأحيائه مع الأخذ بنظر الاعتبار نقاط قوة الحضارة الغربية وضعفها ومقارنتها مع الحضارة الاسلامية المشرقة. وقد دعا هذا النابغة الاسلامية الى العودة الى القرآن ومكافحة التحجر والخرافات واصلاح النظام السياسي والاجتماعي للمسلمين والاجابة على الشبهات الناجمة عن الفلسفة الغربية ومكافحة الالحاد والاتجاه المادي وعوامل التفرقة والتباعد بين ابناء الامة الاسلامية وبذل جهوداً كبيرة في سبيل التقريب والتفاهم بين المذاهب الاسلامية وتشكيل جبهة اسلامية موحدة (صفاً كأنهم بنيان مرصوص) للوقوف بوجه الهجمة العسكرية والثقافية الغربية. ومما لاشك فيه هو أن الحركة الاصلاحية والاسلامية التي جاءت بعده كان معظمها متلاحماً مع اسم السيد جمال الدين ولذلك كان يخشاه الحكام المستبدون في الداخل والاستعماريون الاجانب ويخشون احياء ذكره وذكر افكاره. واليوم وببركة الثورة الاسلامية الرائعة بقيادة سليل آخر من سلالة رسول الاسلام سماحة الإمام الخميني (رضوان الله عليه) يعقد المؤتمر الدولي للسيد جمال الدين الأسدآبادي من جانب المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية وبمساعدة من رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية ووزارة الثقافة والارشاد الاسلامي وبحضور العلماء والمتضلعين في سيرة جمال الدين من مختلف بلدان العالم. ويشكر المشاركون في هذه المناسبة العظيمة الذين أقاموا هذا المؤتمر وسماحة قائد الثورة السيد الخامنئي الذي أيد ذلك، وأكدوا على ما يلي: 1ـ يعود السيد جمال الدين الافغاني لجميع الأمة الاسلامية والخلاف بشأن جنسيته يجب ألا يؤدي الى نسيان الأهداف الكبيرة لهذا المصلح. 2ـ العودة الى القرآن الكريم وسيادة التعاليم التي ينص عليها هذا الكتاب المقدس في صميم الحياة وشؤون المجتمع هو السبيل الوحيد لاصلاح ورفعة الأمة الاسلامية. 3ـ العودة الى الذات ومكافحة الاحساس بالاحباط وكل نزعة غربية والحركات المنحرفة والالتقاطية كما أكدوا ضرورة الحفاظ على الهوية الاسلامية للمسلمين. 4ـ أكد المؤتمرون أهمية انتهاج نهج السيد جمال الدين وطرح القضايا العلمية والكلامية بما يتناسب مع متطلبات العصر والرد على الشبهات بالمنطق المقبول وتطبيق العلوم والمعارف الاسلامية بالمقتضيات المعاصرة داعين المسلمين والحوزات العلمية والجامعات الاسلامية الى تقديم اطروحات جديدة في طرق التدريس والدراسات وصياغتها ليتمكنوا بهذا السبيل من التصدي لنفوذ وساوس الخنّاسين وشبهات المعاندين الذين يستهدفون الجذور الاعتقادية للمسلمين. 5ـ كما تحظى الوحدة الاسلامية ومكافحة الطائفية والتعصبات الدينية بمكانة خاصة في فكر السيد جمال الدين إننا نناشد كافة القادة الفكريين والدينيين والسياسيين في العالم الاسلامي بتجنب اي استفزاز للمشاعر المذهبية والقومية والطائفية والعمل نحو التضامن والتقريب بين المذاهب ومنع تمرير اي تآمر استكباري لإثارة الخلاف بين المسلمين وعدم السماح لاعداء الاسلام لاثارة الخلافات المذهبية والسياسية بين المسلمين بغية تحقيق مطامع المستكبرين. 6ـ مكافحة الاستبداد والنزعة الدكتاتورية التي كانت من المحاور الاساسية لجهود السيد جمال الدين نعلن بدورنا دعمنا لكافة المناضلين في سبيل تحرير الإنسان من اسر وعبودية المستبدين. 7ـ كان السيد جمال الدين يدين بشدة هيمنة الكفار والأجانب على البلدان الاسلامية يناشد المشاركون في هذا المؤتمر من منطلق وعيهم لمجاهدات وكفاح ذلك السيد المسلمين رصد مخططات الاجانب والتصدي لسبل التوغل السياسي والاقتصادي والثقافي لهم في البلدان الاسلامية ومواجهة الاستعمار ازالة وصمة العار لتحمل هيمنة الاجانب ونفوذهم عن الأمة الاسلامية. 8ـ إننا من منطلق اقتدائنا بأفكار السيد جمال الدين نعتبر الحدود الجغرافية والسياسية بأنها لا تشكل عقبة أمام اخوة ووحدة ابناء الأمة الاسلامية ونعلن دعمنا لكافة الشعوب الاسلامية المضطهدة في لبنان وافغانستان والبوسنة والهرسك والسودان وكشمير والشيشان وفلسطين المظلومة خاصة والقدس الشريف لاستعادة حقوقهم المشروعة. 9ـ يثمن المشاركون في هذا المؤتمر جهود كافة الباحثين واصحاب الدراسات حول شخصية السيد جمال الدين ويعلنون بوجود نقاط كثيرة في حياة السيد والتي مازالت مجهولة والتي تستدعي مواصلة هذه الدراسات كما يدعو المشاركون في المؤتمر كافة المؤسسات والشخصيات والاسر الموجودة في العالم الاسلامي لتقديم ما لديهم من وثائق تتعلق بالسيد جمال الدين لوضعها في خدمة كافة الباحثين للإفادة من هذه الكنوز الخفية وذلك من منطلق الاحساس بالمسؤولية ومن اللازم أن تتولى مؤسسة الوثائق الوطنية مهمة تجميع هذه الوثائق.