الهوية الثقافية وتحديات العيش في المهجر
زيبا خيامي
باحثة ومفكرة اسلامية من البحرين
ان كل انسان يتميز بمميزات تكون هويته وما يطلق عليه بالبطاقة الشخصية لكل فرد من اسم و... , ... ولكن هناك ميزة تعتبر من أهم المميزات التي تميز الفرد والجماعة وقد تعتبر الميزة الأم ألا وهي الهوية الثقافية . والقرآن الكريم يبين هذه الأهمية بأن عمل الانسان وعاقبته مرتبطة بهذه الهوية أو"الشاكلة " حسب التعبير القرآني .
" قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هوأهدى سبيلا"[1]
الآية تتعرض لحال الانسان بعد حصول شاكلته وشخصيته الخلقية الحاصلة من مجموع غرائزه والعوامل الخارجية الفاعلة فيه الداعية الى نوع من العمل دعوة على نحوالاقتضاء ... (تفسير الميزان – العلامة الطباطبائي ج 13 ص 194 ) [2]
الآية تدل على كون النفوس الناطقة الانسانية مختلفة بالماهية[3] .
الشاكلة لاتعني أبدا الطبيعة الذاتية بل هي تطلق على كل عادة وطريقة ومذهب وأسلوب يعطي للانسان اتجاها معينا لذا فان العادات والصفات التي يكتسبها الانسان بتكرار الأعمال اختيارا واراديا وكذلك الاعتقادات التي يقنع بها ويعتمدها بسبب الاستدلال أوالتعصب لرأي معين يطلق عليها " شاكلة". وعادة ما تكون الملكات الانسانية لها صفة اختيارية لأن الانسان عندما يكرر عملا ما ففي البداية يقال له "حالة" ثم تتحول الحالة الى " عادة" والعادة الى " ملكة" وهذه الملكات نفسها تعطي شكلا معينا لأعمال الانسان وتحدد خطه في الحياة ... ( الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل – آية الله ناصر مكارم الشيرازي ج 9 / ص 108 )[4].
وقبل البدء لابد من توضيح المراد من الهوية الثقافية .
الثقافة: هي معرفة عملية مكتسبة تنضوي على جانب معياري وتتجلى في سلوك الأفراد الواعي في تعاملهم في الحياة الاجتماعية مع الوجود " الخالق والمخلوقات" .
والمعرفة هنا وحسب هذا التعريف معرفة عملية غايتها السلوك والتطبيق أي العمل بكل صوره وأشكاله.
والثقافة مكتسبة وليست فطرية يولد الانسان مزودا بكيفية فعلها وممارستها.
وفي الثقافة جانب معياري يشير الى ما ينبغي ان يكون عليه الفعل والسلوك والى الحالة الامثل المطلوبة والمرغوبة والى المعيار الذي يقاس اليه الفعل والسلوك قربا اوبعدا فهوبعبارة اخرى الجانب القيمي.
وهذا الجانب المعياري في الثقافة هوالذي يميز ثقافة عن اخرى والمقارنة الاعمق والادق بين الثقافات هي مقارنة بين جوانبها المعيارية.
اما ما المقصود بالهوية ؟
الهوية مصطلح فلسفي مشتق من السؤال ما هو؟ ما هي؟ والاجابة عن هذا السؤال هي الهوية وتكون بايراد الصفات الاساسية الجوهرية التي تميز شيئا ما اوموضوعا ما عن غيره من الاشياء اوالموضوعات وعليه تكون الهوية الثقافية للمجتمع هي جملة السمات والخصائص الجوهرية التي تظهر في سلوك الافراد والمجتمع وتميز الفرد اوالمجتمع في ذلك عن غيره من الافراد والمجتمعات. [5]
والهوية الثقافية هي الشعور بهوية مجموعة أوفرد مادام متأثرا بانتمائه الى ثقافة معينة حسب تعريف اخر.
هذا الشعور الذي يظهر كواقع عملي في سلوك الافراد.
في بعض الروايات تم تفسير"الشاكلة" بانها النية فقد ورد في الاصول الكافي عن الامام الصادق(ع) قوله: " النية افضل من العمل الا وان النية هي العمل." ثم تلى قوله عزوجل (قل كل يعمل على شاكلته) يعني على نيته" . ...لأنه _في كل الاحوال_ يكون خط العمل واتجاهه ناتجا عن خط النية واتجاهها.[6]
ظهور الهوية الثقافية:
ان الخصوصيات والأفكار المشتركة قد تكون معالم واضحة لهوية ثقافية مشتركة ولكن الأهم ان هذه الهوية تتحدد عند وجود الاختلاف أو عند المقارنة مع الثقافات الأخرى. الوعي لهذه المسألة لا يحصل الا عند المواجهة مع ثقافة تغيب فيها المعايير المطلوبة.
لذلك فان ديناميكية التعريف الذاتي للثقافة يتطلب ارتباط متواصل بين الثقافات وهذا الارتباط والعلاقة لن تكون علاقة مساواة لان كل ثقافة تمثل حالة مركبة بل ان هناك علاقة مركبة تبعا لتأثير الروابط السياسية الاقتصادية العلمية والثقافية والتي تجعل العلاقة غير متكافئة فهناك دائما ثقافة أو ممارسة ثقافية سائدة ( فقد تسود الثقافة أ في الأدب في حين تكون الثقافة ب متفوقة في السينما ).
الوعي بوجود هوية مشتركة يدل على وجود جهد لحفظ هذه الهوية وعندما تتشكل هذه الهوية في مقابل الثقافة الأجنبية فان التدخل من قبل الثقافات الأخرى يعني فقد الاستقلال والحكم الذاتي وبالتالي فقد الهوية.
التهديدات التي تواجه الهوية الثقافية
ان كل ثقافة تكون ملزمة بصورة مستمرة بتحديد موقعها تجاه العوامل الأجنبية وذلك حتى تحفظ أو تعيد تحديد هويتها.
ويمكن تحديد أربعة ردود فعل أساسية لأي ثقافة في مقابل ثقافة الآخر (الثقافة الأجنبية)...
· الموقف الامبريالي : وقد تكون أبرز الممارسات في هذا الموقف رفض الآخر كثقافة معتبرة واعتبار الثقافة الذاتية بأنها الثقافة الانسانية المثلى في حين لا يمثل الآخر الا همجية غريبة.
يبرز هنا ادعاء متناقض وذلك ان الهوية الثقافية هنا خاصة بأفرادها وفي الوقت ذاته انها عالمية في القيم. فعلى مستوى السياسة الخارجية تقود عقدة التفوق هذه أتباعها بطريقة طبيعية الى الوقوف موقف " المرشد الثقافي " لمن هم أقل تحضرا وعلى مستوى السياسة الداخلية فانها تقوم باحتواء نتاج الثقافة الغريبة لصالحها بدون اعتبار أية خصوصية لها.
· الموقف الدفاعي : هنا تدخل ثقافة الآخر ليس بصورة الاحتواء بل بصورة مستترة وخفية وعادة ان لم تكن الثقافة المهدوفة متصفة بالدونية فان مثل هذا التدخل سيثير حركات دفاعية عندما يكون هناك شعور بالتهديد.
الثقافة التي تكون في موقف دفاعي ستحاول ان تنمي خصوصيتها بالتأكيد عند كون الثقافة المقابلة ثقافة أجنبية وبذلك سيتم وصف التدخل المهدد بالغزو الثقافي والذي يتسبب في تضعيف ومحو الثقافة المهددة عن طريق الغزو الاستعماري. الثقافة المهددة ستحاول منع العناصر الغريبة من الدخول -على سبيل المثال - عن طريق المقاطعة الجادة.
· موقف ما وراء الثقافات: حيث تفقد الثقافة خصوصيتها التامة وبهذه الممارسة تعتبر نفسها بصورة صريحة جزء من منطقة ثقافية أكبر وهنا لاينظر الى العناصر المستوردة على أنها غريبة أو أنها تخص الآخر. فينظر الى النتاج المحلي والعناصر الخارجية بأنها تشارك بصورة متساوية في تحقيق هدف مشترك. ويكون هذا رد فعل لما يسمى بالريفية غير المثمرة وهنا لا ينظر الى العناصر المحلية بأنها غير مجدية أوغير مشوقة ولكن يطلب منها أن تصل الى مدى أبعد من بيئتها المحلية. وبذلك فان هذا التوجه قد يتسبب في رفض واهمال النتاج والمميزات المحلية وفي هذه الحالة لاتستطيع أن تصمد الثقافة المحلية بل تهمل وتختفي في داخل كيان ثقافي مسيطر ومهيمن.
· الموقف المتخلف: وختاما قد تعترف ممارسة ثقافية بأنها تفتقد العناصر الضرورية لتجديد نفسها حتى تتأقلم مع بيئة اجتماعية متغيرة. لذلك ستأخذ موقفا معيبا ومتخلفا فتتوجه الى الثقافات الغريبة وتحاول استيراد عناصر ثقافية منها وهذا سيؤدي الى تقوية الثقافة الدخيلة بصورة صريحة وعلى حساب الثقافة المحلية.[7]
الموقف الثالث والرابع: لن يتسببا الا في اندثار الثقافة الأصلية حيث لاتبقى معالم للثقافة المحلية حيث ان الثقافة " الجديدة" أو التركيبة الجديدة ستكون ضحلة وخصوصا اذا لم تكن نتيجة لقناعات عميقة وراسخة فيكون نتاجها انسانا ضعيفا في الشخصية حتى لو تظاهر بالقدرة.
في حال أن الموقف الأول يسبب فناء واندثار ثقافة الآخرين وهذا ما تقوم به ثقافة العولمة من فرض ثقافة واحدة ( الثقافة الغربية وفي الواقع الثقافة الأمريكية ) على العالم وعدم اعتبار أي قيمة لأي ثقافة أخرى. فهل لا يبقى أمامنا الا الثقافة الدفاعية مع ما يحمله هذا العنوان من التقوقع والانعزال عن الآخرين.
وأنا أكتب هذه السطور ... كانت تدور رحى معركة لم تقتصر اشعاعاتها على قرية المواجهة أو... بل كان فيها تجسيد لنوع آخر من المواقف لثقافة متميزة ألا وهي ثقافة الصمود وثقافة المقاومة ... لنتعرف على حقيقة الثقافة التي ننتمي اليها ... ثقافة تحتفظ بسموها في أحلك الظروف فلا تعتدي بل تفرض احترامها حتى على المعتدي ... وثقافة مستقاة من القرآن الكريم "... لا تظلمون ولا تـُظلمون "[8] فالكل لا يقبل أن يكون مظلوما ولكن أن لا تكون ظالما في نفس الوقت فهذا لا يصدر الا عن ثقافة سامية. فأمريكا صاحبة الثقافة "الأفضل" لا تقبل بحصول الظلم على رعاياها وتدفع عنهم الارهاب ولكنها لا تتورع عن ارهاب الآخرين.
ان من أخطر المشكلات التي تواجه الأقليات المسلمة في الدول غير المسلمة هو المحافظة على الهوية الثقافية وما تم ذكره كان مقدمة للوصول الى حقيقة التجربة التي يمر بها المغتربون أو الأقليات الدينية المسلمة عند تعرضهم للمواجهة مع الثقافات والمجموعات الأخرى.
ان من لاينجح في هذا الامتحان الصعب يكون معرضا لما يسمى بحالة فقد الهوية الثقافية.
هذه الحالة تكون لأسباب متعددة منها ذاتي وقسم منها خارجي. نورد بعضا منها وان كان بعضها متداخل.
اما القسم الذاتي:
القلة في مقابل الكثرة: الانسان عندما يجد نفسه وحيدا في مقابل سيل الثقافة الغريبة فانه وحسب نظرية ال conformity ل Ash ( تكييف المرء نفسه وأعماله وفقا لأفكار الآخرين ) سيتبع الأكثرية وسيحاول أن يكيف نفسه وممارساته طبقا لما يعجب الآخرين حتى لو لم يكن راضيا في قرارة نفسه بأعمالهم. طبعا عندما يكون الانسان أكثر علما وثقافة فان الأكثرية تكون أقل تأثيرا.
الثقافة السطحية : وذلك عندما تكون معلومات المغتربين عن دينهم معلومات سطحية لا تقوى في الصمود أمام سيل الشبهات التي تقابلهم أوتوجه اليهم وهذا يتسبب في التشكيك وعدم الثقة في الهوية الأصلية فيقف موقف المتخاذل والمستسلم كما سبق ذكره في الموقف الرابع. أوقد يحصل التساهل فيضطر الى أن يقف الموقف الثالث ويعيش حالة الازدواجية الفكرية. وفي أحسن الحالات ( الموقف الثاني ) فانه يعزل نفسه عن الآخرين ويتقوقع بعيدا عن المشاركة الاجتماعية وحتى بعيدا عن الوصول الى كثير من الحقوق المسلمة.
التبعية والتقليد الأعمى : وذلك لمن يجعل زمام أموره بيد الثقافة الغريبة فينبهر لما يحصل عليه من جديد فيتبعه ويقلده تقليدا أعمى يفقده القدرة على الاختيار ولا حتى القدرة على التوقف أو الرجوع.
التفوق العلمي والتكنولوجي: وحتى التفوق في الجوانب المتعلقة بالإدارة وترتيب الشوارع و...
تجعل الانسان المغترب يرى نفسه ضعيفا في مقابل القوي ومغلوبا في مقابل الغالب وهذا قد يدعوه ( حسب ابن خلدون ) الى الاعجاب بثقافة الغالب وخضوعه واستسلامه في مقابل كل منتجات تلك الثقافة الغالبة.
ثقافة الاستضعاف : ان الوضع التربوي في الكثير من المجتمعات والدول المسلمة وخصوصا مع وجود الكبت والقمع والطبقة المستضعفة في مقابل الطبقة الطاغية والقبول والاستسلام لهذا الواقع لاينتج الا طبقة خانعة متملقة مستسلمة لا تجرء على المطالبة بحقوقها ان كانت من الطبقة المستضعَفَة أو طبقة خائفة تسيء الظن ولا تثق بالآخرين ان كانت من الطبقة المستضعِفة.
تعارض الأولويات : وذلك عندما يكون الهدف من الوصول الى بلد المهجر هو الوصول الى المسكن والملبس والعيش الرغيد فقط. فان هذه الاولويات تبعد اصحابها عن الاهتمام بالأهداف والأولويات الحقيقية.
اما القسم الخارجي :
النمطية في التعامل مع المسلمين : والذي قد يتسبب في ان يتخلى المسلم عن بعض الخصوصيات التي تحدد عن ملامح هويته الثقافية وذلك حتى يكون في منجى من التعرض لهذا التعامل غير العادل.
الممارسات الاذلالية: والنظرة الدونية للمهاجرين بصفة عامة والمسلمين بصفة خاصة.
التسييس : فكل قضية مرتبطة بالمسلمين حتى لو كانت مرتبطة بلباسهم أو أكلهم أو... فهي مرتبطة بالسياسة وبمكافحة الارهاب و... في حين لا نرى أن أصحاب الديانات الأخرى يتعرضون لمثل هذه المعاناة. فلا يحاسب المسيحيون مثلا على اخطاء جورج بوش المسيحي.
ازدواجية المعايير: وهذا ان كنا نراه واضحا في تعاملهم مع الدول والشعوب المسلمة ولكن هذه المعاملة تسري حتى على المسلمين أصحاب جوازات سفر غربية.
الاعلام المضاد : ولا يقتصر التعامل المؤذي والنظرة الدونية على تصرفات شخصية تصدر من أفراد هنا وهناك بل هناك اعلام دؤوب يقوم بترسيخ هذه النظرة الدونية والنمطية و...
العولمة : وكل ما سبق ذكره يندرج تحت البرنامج العالمي المعلن من فرض العولمة من فرض العولمة الامريكية على كل الشعوب وكل الجماعات وكل الأفراد.
معالم الهوية الثقافية:
يمكن تحديد الهوية الثقافية بانها كل اطاعة لله سبحانه وتعالى في ما امر به وكل اجتناب عما نهى عنه. ولذا ستكون المعالم كثيرة, ولكن بين هذه المعالم ما هو اكثر ظهورا وبروزا وأهمية في مقابل بعض المعالم التي قد تكون اقل ظهورا واقل بروزا.
وعندما يكون الكلام عن المرأة المؤمنة. فان من ابرز الملامح التي تحدد هويتها هي مسألة الحجاب اوالستر الاسلامي كما يقول القران الكريم:
"يا ايها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما"[9]
" اي ستر جميع البدن اقرب الى ان يعرفن انهن اهل الستر والصلاح فلا يؤذين اي لا يؤذيهن اهل الفسق بالتعرض لهن."[10]
فحجاب المرأة المسلمة هو خير علامة على هويتها. الثقافة المضادة ادركت اهمية هذا المعلم فبادرت بمحاربته (والمحنة الفرنسية غير خافية على احد). وذلك حتى تفقد المرأة المسلمة هويتها ثم ليبذل لها في المقابل "حق الدراسة" و"حق المشاركة في المجالات المختلفة" ولكن ما فائدة ان تقدم للإنسان كل قصور الدنيا بعد ان تقتله. وما يضحك الثكلى هو ما نشرته احدى المجلات لان النساء المسلمات فقدن هويتهن فتسترن بالحجاب حتى يحصلوا على هوية!!
ان الحجاب وسام خاص اعطي للمرأة لتتميز به حتى عن بقية المؤمنين والذي يحمل الراية له تميز عن باقي الجنود.
بعض آليات تحقيق الوعي بالهوية الثقافية:
· الاهتمام بالأقليات المسلمة المغتربة: لأنه عند تقوية هؤلاء فأنهم سيكونون افضل السفراء وأحسن الممثلين لكونهم يجيدون اللغة ولكونهم على اطلاع بثقافة وطريقة تفكير الاخرين هناك. وإرسال اي داعية لا يستطيع ان يؤدي دورهم لانه سيستغرق منه الوقت والجهد الى ان يثبت اموره الحياتية والى ان يتعلم اللغة و... . والتغرب هو المذموم وليس الغربة والاغتراب.
عن الرسول (ص): "لا تعرب بعد الهجرة " [11]
والامام الصادق (ع) يوضح: "المتعرب بعد الهجرة التارك لهذا الامر بعد معرفته."[12]
· ابراز الجوانب القوية في الثقافة الاسلامية: مما يعطي الثقة والاعتزاز بالانتماء.
· تقوية الاحساس بالانتماء الى الثقافة الاسلامية: وعلى المستويات السنية المختلفة بتشكيل مجموعات او جمعيات تتناسب مع المراحل المختلفة وحسب الفئات المهنية و...
· تقليل الخلافات: بين المجموعات وبين افراد المجموعة الواحدة عن طريق الخيرين. والتغاضي عن كثير من النزاعات السابقة حتى يكونوا بمستوى التحديات وبمستوى المرحلة.
· حل المشاكل العائلية: وايجاد مراكز للاستشارة حتى يسود جو السلام والوئام بين الافراد وبالتالي يتوجه الاهتمام الى قضايا المجتمع وقضايا الامة.
· اشراك المرأة والشباب: خصوصا في العمل المنتج والاستماع الى ارائهم وأفكارهم قبل ان يتم استغلالهم من قبل الاخرين. والمبادرة بتثقيفهم وايصال الافكار الاسلامية قبل ان يتعرضوا لسموم الافكار الضالة.
· ابراز القدوات العملية.
· تقوية الجوانب الاجتماعية والاخلاقية: وترسيخها للوصول الى الشخصية الايمانية المطلوبة (الشخصية الهادئة, المتزنة, الواقفة, الصابرة, ...) والتي تكون خير تجسيد للقيم الاسلامية.
· تقدير وتكريم الكفائات العلمية: واستمالتها لحفظ الانتماء وخصوصا ان الاغلب الاعم منها تمتلك حنينا الى الجذور الاصيلة وتتوق لخدمة اهلها.
· التنسيق مع الحركات الدينية الاخرى: (من اصحاب الديانات السماوية) في الامور المشتركة مثل الاهتمام بحفظ الاسرة والقيم الاخلاقية و... لان الهجمة موجهة الى الجميع.
نعم, لابد من الوعي بالهوية الثقافية لأن الأفراد والمجتمعات اذا لم تكن على وعي تام بهويتها الثقافية فإنها لن تكون على وعي تام بأهدافها وغاياتها ولن تكون على وعي بالسلوك الأصوب الذي يحقق هذه الأهداف.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - سورة الاسراء 84
[2] - العلامة الطباطبائي - تفسير الميزان ج 13 ص 194
[3] - الامام الرازي - التفسير الكبير
[4] - آية الله ناصر مكارم الشيرازي - الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج 9 ص 108
[5] - أ.د عزمي طه السيد احمد . عميد البحث العلمي – جامعة آل البيت – الاردن - مقال عالم الاسلام والتحديات الثقافية / رسالة التقريب العدد 52
[6] - آية الله ناصر مكارم الشيرازي - الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج 9 ص 108
[7] - مقتبس من