التربية والتعليم للجاليات الاسلامية في الأقطار غير الإسلامية ـ المشكلات والحلول -المسلمون في الهند على سبيل المثال الدكتور محمد الشيخ محمود صيام رئيس رابطة علماء فلسطين في اليمن تمهيــد: إنه بمناسبة الانعقاد السنوي " للمؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية "، يطيب لي أن أُذَكِّرَ نَفْسِي وإخْوَانِي المُسْلِمِينَ، بما يَجبُ أنْ يُقالَ، في هذه المناسبة الكريمة. قال الله جل شأنه في محكم التنزيل : " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاْحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَأْعْبُدُوْنِ "([1]) وقال سبحانه وتعالى : " إِنَّمَاْ الْمُؤْمِنُوْنَ إِخْوَةٌ "([2]) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " المُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أدْنَاهُمْ، ويُجِيرُ علَيْهِمْ أقْصَاهُمْ، وهُمْ يَدٌ علَى مَنْ سِوَاهُمْ " أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي في سننه، عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأخرجه ابن ماجة في سننه، عن ابن عباس، وعن معقل بن يسار، وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأخرجه الإمام أحمد أيضاً في مسنده، وأبو داود في سننه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، واللفظ لأبي داود. وقال الباحث - صاحب هذه الورقة - ( غفر الله له ولوالديه وللمسلمين ) : يا مُسْلِمُونَ اللهُ يُعْلِي شَأْنَكُمْ بَيْنَ البَرِيَّةْ إنْ كُنْتُمُو صَفًّا كَمَا البُنْيَانِ لُحْمَتُهُ قَوِيَّةْ فإلَيْكُمُ مِنَّا تَجَارُبَنا ودُونَكُمُ الوَصِيَّةْ أوْصَى الإلَهُ بِهَا نَبِيَّهْ رَصُّ الصُّفُوفِ عَقِيْدَةٌ ويَـــدُ الإلَهِ مَــــــعَ الجَمَاعَــــــــــــــةْ، والتَّفَــــــــــرُّقُ جَاهِلِيَّـــــــــــــةْ عسى اللهُ أن يوفقَ العاملين لتوحيد صفِّ المسلمين، فيُنْجِحَ مَساعيَهم، ويُصلِحَ أعمالَهمْ ويُحقِّقَ آمالهم. فإنه ليس لنا - إن أردنا العودةَ إلى سابق العزِّ وغابرِ الأمجاد، إلاَّ طريقُ الآباء والأجداد، من التلاحم والتآخي، والتكاتف والتآلف، والمحبة والوداد. تقـديم : لقد درج المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية - ومنذ نشأته في طهران، قبل حوالي عقدين من الزمان - درج على تقديم الموضوعات، التي تهم المسلمين، وتُعالج مشكلاتهم، أملاً في توحيد كلمتهم، ورصِّ صفوفهم، وتخفيف معاناتهم، وذلك من خلال مؤتمره الدولي للوحدة الإسلامية، الذي يقيمه سنوياً. وها هو ذا يقدم هذا العام، في دورة المؤتمر التاسعة عشرة، موضوعاً مهماً وحسَّاساً وشائقاً وشائكاً ألا وهو:المسلمون في الأقطار غير الإسلامية - حقوقهم، واجباتهم، مشاكلهم وحلولها. وإنه ليسعدني - بصفتي عضواً في هذا المجمع العالمي، وقد تلقيت دعوة كريمة من سماحة الشيخ ( محمد على التسخيري ) الأمين العام للمجمع - يسعدني أن أشارك في فعاليات مؤتمر هذا العام، بهذه الورقة المتواضعة، حول التعليم بين المسلمين في الهند - المشكلات والحلول - انطلاقاً من أحد بنود المحور الثالث من محاور المؤتمر. وقد بنيت ورقتي هذه، على ثلاثة مباحث هي : المبحـث الأول : المسلمون في الهند. المبحـث الثاني : التعليم بين المسلمين في الهند. المبحـث الثالث : التعليم الديني بين المسلمين في الهند. ثم أنهيت هذه الورقة، بخاتمة للمطاف، أوجزت فيها أهم محطاتها، وما يمكن أن يستفيد القارئون منها. مقدماً - بين يدي ورقتي هذه - شكري الجزيل، وضراعتي لله بدوام التوفيق والسداد، للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية - في شخص أمينه العام، سماحة الشيخ ( محمد على التسخيري )، وبقية أعضاء المجمع، على ما يبذلونه من جهد مشكور، وجهاد مبرور، من أجل لم شعث المسلمين، وتوحيد كلمتهم، أملا في رفع راياتهم، وتحقيق غاياتهم. والشكر موصول للجمهورية الإسلامية - مرشداً وشعباً ورئيس جمهورية - على حسن استضافتهم، وكرم ضيافتهم، لمؤتمراتنا في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية. تلك المؤتمرات المتواصلة على الأيام، والمقامة في كل عام. وكتبه الفقير إلى رحمة ربه ورضوانه : الدكتور / محمد الشيخ محمود صيام صنعاء - في يوم الأحد الأول من ذي الحجة 1426 هـ = الموافق للأول من يناير 2006م المبحث الأول : المسلمون في الهند وصل الإسلام إلى الهند مبكراً، وذلك عبر طريقين مهمين، هما الطريق البحري، وطريق الفتوحات الإسلامية. وكان أول قدوم للإسلام إلى الهند عبر الطريق البحري، وذلك عن طريق التجار العرب الذين تعاملوا مع موانئ سواحل الهند، فحملوا إليها الدين الجديد، وأصبح في كل ميناء أو مدينة وصلوا إليها - جماعة مسلمة، حيث أقاموا المساجد وزوايا العبادة، وباشروا شعائر دينهم بحرية تامة. ومما لا شك فيه أن الرحلات البحرية، التي كانت تسهل مهمتها الرياح الموسمية، أثمرت انتشاراً واسعاً للإسلام على طول سواحل الهند. واستوطنت أسر عربية تلك السواحل، واستعان ملوك جنوب الهند بالمسلمين في إدارة دفة الحكم في بلادهم، بل وأسلم بعض أولئك الملوك. وأصبح للمسلمين نفوذ عزيز في ممالك سواحل الهند. وازدهرت العلاقات التجارية بين الدول الإسلامية والهند، ونشطت الصلات بين شبه الجزيرة العربية وبلاد فارس من ناحية، وسواحل الهند من ناحية أخرى. وأقبلت الطبقات المستضعفة في الهند على الإسلام. هذا، وقد عبر الإسلام من سواحل الهند إلى الجزر المقابلة، كجزر مالديف ولكاديف وغيرها، ومعظم أهل هذه الجزر الآن من المسلمين، ويدين سكان هذه المناطق في دخولهم الإسلام، إلى التجار العرب والفرس. وهكذا انتشر الإسلام في جنوبي الهند، ثم زحف إلى وسطها، بالحكمة والموعظة الحسنة. أما الطريق الآخر الذي دخل الإسلام فيه إلى الهند، فهو طريق الفتح الإسلامي، حيث كانت أولى غزوات ذلك الفتح، سنة 92هـ بقيادة محمد بن القاسم الثقفي، وبعدها دخل الناس من مناطق السند والبنجاب في دين الله أفواجاً. وقد قامت للمسلمين دول وحضارات في القارة الهندية، التي تشمل العديد من دول اليوم، ثم تجمع المسلمون في دولتين كبيرتين هما بنجلادش وباكستان، وبقيت للمسلمين جالية ضخمة في الهند، تربو على مائة مليون مسلم، ما يشكل سدس عدد سكان الهند، الذي يربو على ( 600 ) مليون نسمة. وبنظرة على الإحصاءات السكانية في الهند الحديثة، نجد المسلمين موزعين على كل ولاياتها. بيد أن لهم وجوداً مركزاً في اثنتي عشرة ولاية منها، من بين تسع وأربعين ولاية ومنطقة تنقسم إليها الهند إدارياً. ويظهر أكثر تركيز للمسلمين في الولايات التالية : 1- ولاية أُترا براديش - وهي في القسم الشمالي الأوسط من الهند، وفيها أكبر تجمع للمسلمين، حيث يزيد عددهم على ( 17 ) مليون مسلم، ومن أبرز مدنها ( أعظم جره). 2- ولاية البنجال الغربية، وتقع في شرقي الهند ( وغربي بنجلادش )، ويزيد عدد المسلمين فيها على ( 16 ) مليون مسلم. وأبرز مدنها ( كلكتا ). 3- ولاية بيهار، وتقع غربي الولاية السابقة، في شرقي الهند كذلك، ويزيد عدد المسلمين فيها على ( 5و9 ) مليون مسلم، وأبرز مدنها ( جمشدبور). 4- ولاية ماهراشترا، وتقع في غربي الدكن، وهي شبه الجزيرة في جنوبي الهند ويزيد عدد المسلمين فيها على ( 5 ) ملايين مسلم، وأبرز مدنها ( بمبي). 5- ولاية كيرالا، وتقع في جنوب غربي الدكن، ويزيد عدد المسلمين فيها على ( 5 ) ملايين مسلم، وأبرز مدنها ( كليقوط). 6- ولاية آسام، وتقع في الشمال الشرقي من الهند، ويزيد عدد المسلمين فيها على (7) ملايين مسلم. 7- ولاية أندهر إبراديش، وتقع في شرقي الدكن، ويزيد عدد المسلمين فيها على (5/4) مليون مسلم. 8- ولاية ميسور، وتقع في الجنوب الغربي من الدكن، ويزيد عدد المسلمين فيها على ( 4 ) ملايين مسلم. 9- ولاية جوجارات ( كوجرات )، وتقع في غربي الدكن، ويزيد عدد المسلمين فيها على (3) ملايين مسلم. 10- ولاية تاميل، وتقع في الجنوب الشرقي من الدكن، ويزيد عدد المسلمين فيها على (3) ملايين مسلم. 11- ولاية راجستان، وتقع في غربي الهند، ويزيد عدد المسلمين فيها على ( 5و2 ) مليون مسلم. 12- ولاية مدهيابرادش وتقع في شمالي الدكن، ويزيد عدد المسلمين فيها على (2)مليوني مسلم. هذا وينتشر المسلمون الباقون، الذين يتجاوز عددهم ( 5و21 ) مليون مسلم، في بقية ولايات الهند. المبحث الثاني : التعليم بين المسلمين في الهند الهند متحف للشعوب والحضارات واللغات والديانات. فهي متحف للشعوب والحضارات، لكثرة ما فيها من الأجناس والأعراق، بسبب اتساع رقعتها الأرضية، التي تبلغ حوالي ( 3و3 ) مليون من الكيلو مترات المربعة. أما اللغات، ففي إحصاء سنة 1921م، وجد في الهند نحو ( 225 ) لغة، من بينها خمس عشرة لغة هي أكثرها انتشاراً، ومنها الأردية، وهي لغة أكثر المسلمين في الهند. وأما الديانات، فإن الإسلام يعيش بين عدد كبير منها، كالهندوسية والبوذية والسيخية والمسيحية. والهندوسية هي أكثر الديانات الوثنية انتشاراً بين أهل الهند. وهذا يعني أننا أمام خليط من التعليم الذي تنتهجه تلك الشعوب، بسبب اختلاف لغاتها ودياناتها وحضاراتها. وتنخرط أعداد كبيرة من أبناء المسلمين في التعليم الرسمي للدولة الهندية. سواء أكان تعليماً أساسياً أم ثانوياً أم جامعياً. بينما يتوجه العدد الأكبر من أبناء المسلمين، إلى التعليم الديني كما سنرى في المبحث القادم. ومن أبرز الجامعات الإسلامية الرسمية، أي التي تشرف عليها الدولة، جامعتان اثنتان، هما الجامعة الملية في ( نيودلهي ) العاصمة، وجامعة ( أليجار ) أي ( عليكرة ) في مدينة أليجار الإسلامية. وهما جامعتان تلتزمان مناهج العلوم العصرية، والمقررات الدراسية الحديثة، والتخصصات المختلفة، إلى جانب مناهج ومقررات وتخصصات إسلامية. وقد أسعدني الحظ - بعون الله - فزرت هاتين الجامعتين أكثر من مرة. كانت الأخيرة منها في ( شوال 1426هـ – نوفمبر 2005م). وكنت في كل مرة أزور فيها أياًّ منهما، أتحدث إلى الطلاب عن الدور المهم المنوط بهم، والمسئوليات الخطيرة الملقاة على عواتقهم، للنهضة بالمسلمين في بلادهم، وتحسين أوضاعهم التربوية والتعليمية، والاجتماعية والمعيشية، والدينية والسلوكية، والثقافية والعلمية، والاقتصادية زراعية أو تجارية أو صناعية، بل وتحسين أوضاعهم السياسية أيضاً. وكنت أخص جامعة ( عليكرة ) بمزيد من الوقت والجهد، لأن فيها عدداً من الطلاب العرب، في مختلف التخصصات، وفي أقسام الدراسات العليا بالذات. وكنت أحثُّ هؤلاء، على التزام السلوك الجيد، ومضاعفة الجهود في دراستهم، ليعودوا إلى أقطارهم في العالم العربي، خاصة وأن من بينهم عدداً من الطلبة الفلسطينيين، الذين تنتظر قضيتهم خدماتهم. المبحث الثالث : التعليم الديني بين المسلمين في الهند وضع التعليم الديني بين المسلمين في الهند : ينتشر التعليم الديني بين المسلمين في الهند انتشاراً واسعاً والحمد لله، ويتزايد هذا الانتشار عاماً بعد عام، فلا تكاد تجد مضرباً أو قرية أو مدينة، إلا وفيها مدرسة أو جامعة إسلامية، وتجد المسلمين فيها، يخططون لإنشاء مدرسة أخرى. ومن دواعي السرور والارتياح، أنك تجد المسلمين هناك، يندفعون إلى ذلك، بالجهود الذاتية، وببعض المساعدات من إخوانهم المسلمين في الخارج، كتلك التي تأتيهم من العالمين العربي والإسلامي. ومن دواعي السرور والارتياح كذلك، أن الهنود المسلمين المغتربين، في دول العالم العربي، وفي أوروبا وأمريكا، وغيرها من دول الاغتراب، لا يبخلون على أهلهم المسلمين في الهند، من الدعم المادي المتواصل، لمساعدة المدارس والجامعات الإسلامية هناك. ومن دواعي السرور والارتياح كذلك، أن القائمين على تلك المدارس والجامعات، يولون اهتماماً بارزاً لنشر ذلك التعليم الديني بين الإناث من بنات المسلمين، كما يفعلون لنشر ذلك التعليم بين الأولاد الذكور. ومن دواعي السرور والارتياح كذلك، أن جميع تلك المدارس والجامعات، ما هو للبنين منها وما هو للبنات، تفسح المجال لأعداد كبيرة من الطلاب والطالبات، ليقيموا في مساكن داخلية أعدت لهم، وزوِّدت بكل وسائل الحياة، من سكن أو طعام أو شراب، أو رعاية اجتماعية أو رياضية أو طبية. مما يشجع الطلاب على التفرغ للأمور العلمية. وقد أسعدني حظي - بتوفيق من الله جل شأنه - فزرتُ عدداً من تلك المدارس والجامعات، وعشت بين طلابها وطالباتها والعاملين فيها، أياماً مباركات، اطلعت على أوضاعهم يسرها وعسرها، واطلعت على مشكلاتهم، وبحثت مع المسئولين فيها والقائمين عليها، عن أنجع الحلول لها. ومما تيسر لي زيارته من تلك المدارس والجامعات : 1- المدرسة الدينية ( إشاعة العلوم )، الواقعة في إحدى ضواحي مدينة ( أعظم كره ) التاريخية، في ولاية ( أُترابراديش الشرقية ) بشمالي الهند. وهي تقدم علوم القرآن الكريم، والحديث الشريف، والفقه الإسلامي، إلى جانب علوم اللغة العربية، لأكثر من خمسمائة طالب يقيمون في مساكنها الداخلية، ولمثل هذا العدد، ممن يأتي إليها يومياً من القرى المحيطة بها. 2- مدرسة الإصلاح ( المشهورة ) في قرية ( سراي مير - التابعة لنفس المدينة في الولاية السابقة. وقد أنشئت هذه المدرسة - كما يتبين من الكتيب الصادر عنها والذي سيكون المرفق رقم ( 1 ) من مرفقات هذه الورقة - أُنشئت " في العقد الثاني من القرن الرابع عشر الهجري، بجهود طيبة من ( أحد علماء الهند المسلمين، وهو ) الشيخ محمد شفيع رحمه الله، أحد أعضاء جمعية إصلاح المسلمين، التي كانت تهدف إلى قمع البدع والخرافات، التي تفشت في المجتمع الإسلامي في ذلك العصر " هذا، وقد قيض الله لهذه المدرسة، الشيخ عبد الحميد الفراهي، أحد أفذاذ هذا العصر في علوم القرآن الكريم، وهو صاحب تفسير ( نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان )، وكان عميداً لدار العلوم في حيدر آباد بالهند، فاستقال من تلك العمادة، وانقطع لمدرسة الإصلاح التي تخرج فيها عدد كبير من علماء المسلمين ودعاتهم ووعاظهم وحفاظهم، وكلهم يعتزون بالانتساب إليها. ومما حدده ( كتيب المدرسة ) في مقدمته من أهدافها، التي هي أهداف أكثر المدارس والجامعات الإسلامية في الهند : 1 - الدراسة العميقة للقرآن الحكيم، والحديث النبوي الشريف 2-تحديث العلوم القديمة وتطهير العلوم الحديثة في ضوء القرآن،3 - تطبيق الشريعة الإسلامية العادلة، في كل ناحية من نواحي الحياة، 4 - تعبئة المجتمع الإسلامي بالفضائل والمثل العليا. 5- قمع البدع والخرافات، ومحاربة التقاليد البالية، ورواسب الجاهلية، التي تنخر في الكيان الإسلامي، 6 - تزويد المسلمين بالوعي الديني الصحيح الشامل، 7 - مقاومة القيادات الإلحادية الجارفة، والفلسفات اللادينية الهندية، 8 - الجمع بين أصالة القديم، ومرونة الحديث هذا وفي المدرسة أربع مراحل دراسية، هي الابتدائية، والثانوية، والعالمية، والفضيلة. 3- الجامعة الإسلامية الأهلية، التي تقوم في نفس المنطقة، ويدرس فيها حوالي ألف وخمسمائة طالب، يقيمون جميعهم في مساكنها الداخلية. 4- جامعة الفلاح الأهلية، وهي جامعة بمعنى الكلمة، ومن كبريات الجامعات الإسلامية الأهلية المعترف بها في الهند، وفي العديد من أقطار العالم العربي والإسلامي وقد وجدتُ في ( جامعة الفلاح ) ما يسعد النفوس ويثلج الصدور. ففي أقسام الطلاب ألفان من الذكور، يقيم أكثر من نصفهم في مساكنها الداخلية. أما كلية الطالبات، فيدرس فيها ثلاثة آلاف طالبة، يقيم خمسمائة منهن في القسم الداخلي لهن، وتأتي الحافلات الجامعية المجانية، ببقيتهن يومياً، من القرى والمساكن والمضارب المحيطة بالجامعة. كل ذلك تحت رعاية دقيقة من متخصصين ومتخصصات في الإدارة والتربية والرعاية الاجتماعية وفي استقبالهم لي واحتفالهم بي يوم الإثنين 19 شوال 1426هـ، الموافق 21 / 11 / 2005م قلت بينهم هذه الأبيات، وسجلتها لهم في سجل الجامعة : بالعِلْمِ نحنُ نسودُ فالعِلْمُ لِلْمَجْدِ يَهْدِي والجامِعاتُ مَنَارٌ يَؤُمُّها كُلُّ شَهْمٍ فَتًى فَتَاةً جَمِيعاً لاَ فَرْقَ فالعِلْمُ حَقٌّ وفي ( الفَلاَحِ ) شَبَابٌ و ( بالفَلاَحِ ) سَنَبْنِي يا فِتْيَةَ الهِنْدِ فامْضُوا ولاَ تَضِنّـــــــــــــــــــــُوا بِجُهْـــــــــــــــــــــــــدٍ وعزُّنا سَيَعُودُ ولِلْفَلاَحِ يَقُودُ بَيْنَ الوَرَى مَشْهُودُ في كُلِّ عِلْمٍ يُجِيدُ عَنِ الهُدَى لَنْ يَحِيدُوا لِكُلِّ فَرْدٍ أكِيدُ مِنْ عِلْمِها يَسْتَفِيدُ أمْجادَنا ونَشِيدُ إنَّ الطَّرِيقَ مَدِيدُ تَبْنِــي البِـــــــــــــــلاَدَ الجُهُــــــــــــــــــــــــودُ 5- جامعة مصباح العلوم، وهي واحدة من الجامعات الإسلامية الكبرى، وقد تأسست سنة 1964 للميلاد، في نفس الولاية ( أُترابراديش ) بمديرية سدهارته، في قرية تسمى (سوكونيا ) بمنطقة تسمى ( بَسْتِي ). " وهي تجمع بين القديم الصالح من العلوم الإسلامية الأصيلة، والجديد النافع من العلوم العصرية الحديثة ". ولا تختلف أهدافها، أو مناهجها، أو حتى مراحل الدراسة فيها، عن مدرسة الإصلاح، التي سبق الحديث عنها. اللهم إلا أن جامعة مصباح العلوم، قد أضافت إلى قسم البنين - قسم البنات، للدراسة الابتدائية والمتوسطة. ومطوية التعريف بالجامعة، ستكون المرفق رقم ( 2 ) من مرفقات هذه الورقة. 6- جامعة الصالحات، وتقوم في منطقة بانسي بمديرية سد هارته بولاية أُترابراديش وهي " من أكبر المدارس الإسلامية في الهند، تُعنى بتعليم البنات المسلمات على ضوء الكتاب والسنة، على منهج السلف الصالح، وتهذيب الناشئة لغة وأخلاقاً وسلوكاً يدرس فيها عدد كبير من الطالبات من مختلف ولايات الهند، والبلاد المجاورة نيبال " وهذا بعض ما قيل في التعريف الموجز عنها، والذي سيكون المرفق رقم ( 3 ) من مرفقات هذه الورقة. وفي حفل الاستقبال الذي أقامته هذه الجامعة لي، صباح يوم الجمعة 23 شوال 1426هـ، الموافق 25/11/2005م قلت في كلمتي لطالباتها – هذه الأبيات : مِنْ هَؤُلاَءِ الصَّالِحَاتِ حَيُّوا جميعَ الحَاضِراتِ الحَامِلاَتِ لِوَاءَ هَذَا الدِّيْنِ بَيْنَ المُسْلِمَاتِ والسَّائِراتِ علَى طَرِيقِ الفُضْلَيَاتِ السَّابِقَاتِ مِنْ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ وأُمَّهَاتِ المُؤْمِنَاتِ وبِنُورِهِ مُتَسَلِّحَاتِ والدَّاعِيَاتِ إلَى الهُدَى والنَّاشِرَاتِ حَقَائِقَ الإسْلاَمِ بَيْنَ الأُمَّهَاتِ حَتَّى يُرَبِّيْنَ البَنِيْنَ علَى الهِدَايَةِ والبَنَاتِ يا رَبِّ فاحْفَظْهُنَّ حِفْظَكَ للإمَاءِ المُخْلِصَاتِ واكْتُبْ لَهُنَّ بِفَضْلِ جُودِكَ في السِّنِينِ القَادِمَاتِ عِزًّا وتَوفيقاً ومَجْداً دُونَ أيِّ مُنَغِّصَاتِ 7- دار العلوم - لكناو : وتتبع لندوة العلماء في مدينة ( لكناو )، وهي عريقة المنشأ، وقد تخرج فيها العديد من العلماء الذين ينتسبون إليها. 8- جامعة أحمد بن عرفان الشهيد : وهي جامعة ناشئة، وتقع في منطقة لكناو، وتتبع لندوة العلماء أيضاً. 9- جامعة المؤمنات : وتتبع الجامعة السابقة، وتقع قريباً منها. 10- جامعة دار العلوم - ديوبند : وهي جامعة عريقة، وتعتبر من أكبر وأقدم الجامعات الإسلامية، إن لم تكن أكبرها وأقدمها على الإطلاق. وكنت قد زرت هذه الجامعات الأربع، منذ عدة سنوات، ولم تتيسر لي زيارتها في رحلتي الأخيرة. 11- وهناك الجامعة الرحمانية في مدينة ( مونجبر ) في ولاية ( بيهار ). 12 - ومدرسة مظاهر العلوم في ولاية ( سهارنبور ). 13- والمدرسة العليا النظامية في مدينة ( لكناو ). 14ـ ودار العلوم الأشرفية في مدينة ( ناندير ) قرب بمباي ( وهي أقدم المدارس العربية ). 15 - والجامعة الحسينية في مدينة ( راندير ). 16- والجامعة العربية الإسلامية في ولاية ( سورت ). 17- 20- وفي جنوب غربي الهند توجد روضة العلوم، ومدينة العلوم، وسلم السلام، ومدرسة كيرالا. 21 – 23- وفي جنوب شرقي الهند توجد جامعة دار السلام في مدينة عمر أباد، ومدرسة الباقيات الصالحات، والمدرسة الجمالية. 24 - 26 - وفي وسط الهند، توجد في حيدر أباد الجامعة الإسلامية النظامية، والجامعة العثمانية، كما توجد مدارس إسلامية للمسلمين الشيعة في ( بكتو ). هذا، ولم تتيسر لي زيارة أي من هذه المدارس والجامعات. التعليم الديني بين المسلمين في الهند، في غير المدارس والجامعات : لا يقتصر التعليم الديني بين المسلمين في الهند، على المدارس والجامعات الإسلامية، فهناك الزوايا والمساجد والمؤسسات التي تؤدي دوراً مهماً في ذلك التعليم. وقد تيسر لي في رحلتي الأخيرة زيارة عدد من تلك الزوايا والمؤسسات. أما الزوايا في المساجد، ففي يوم الأحد 18 شوال 1426 هـ - 20/11/2005م، وعلى هامش زيارتي لمدرسة الإصلاح السابق ذكرها - كانت لي زيارة لقرية سراي مير التي تقوم هذه المدرسة على أرضها، حيث افتتحت المسجد الجامع الجديد فيها، والتقيت بالتلاميذ الذين يلتحقون بالدراسة في هذا المسجد - تحت إشراف حفَّاظ من لدنه، وتحدثت فيهم وفي أساتذتهم، وشجعتهم على مواصلة هذه الدراسة، والاجتهاد في طلب هذا العلم. وبعد أيام، بذلت مثل هذا الجهد، مع عدد من الأبناء، في مساجد أخرى منها المسجد التاريخي في مدينة ( لكناو )، الذي تسهل إدارته دراسة القرآن الكريم، والعلوم الشرعية، لعدد كبير من الطلاب المسلمين. وبعد ذلك أيضاً قمت بنفس العمل في ثلاثة من مساجد مدينة ( عليكرة ) الإسلامية، منها المسجد الجامع في المدينة، وذلك على هامش زيارتي لجامعتها. أما المؤسسات، فكان من أبرزها ( مؤسسة القرآن ) في مدينة ( لكناو ). AL - Qur, an Institute وهي مؤسسة يقوم عليها عدد من التجار والمثقفين في مدينة ( لكناو ) وشعار تلك المؤسسة: " وَهَذَاْ كِتَاْبٌ أَنْزَلْنَاْهُ مُبَاْرَكٌ فَاْتَّبِعُوْهُ وَاْتَّقُوْا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُوْنَ ". وتقوم بطباعة القرآن الكريم، وطباعة تفسيراته، ونشره ونشرها بين المسلمين هناك، كما أن للمؤسسة مكتبة فيها كتب قيمة، تفتح أبوابها للباحثين والدارسين. وهي جهود مشكورة تتكلف نفقات طائلة، توفرها المؤسسة من اشتراكات أعضائها، وتبرعات المسلمين لها. وقد زرت تلك المؤسسة ظهر يوم الأربعاء الحادي والعشرين من شوال 1426هـ - الموافق - 23 / 11 / 2005م. وفي الاحتفال الذي أُقيم لاستقبالي، تحدثت في أعضاء المؤسسة، فثمنت جهودهم في خدمة كتاب الله، وحثثتهم على مواصلة ذلك، وتشجيع أبنائهم على الاستفادة من مؤسستهم، انطلاقاً من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم " خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ " وستكون المطوية التي تُعَرِّفُ بهذه المؤسسة، هي المرفق رقم ( 4 )، من مرفقات هذه الورقة. مشكلات التعليم الديني بين المسلمين في الهند، وحلولها : لا يخلو التعليم الديني بين المسلمين في الهند، والذي اطلعنا على وضعه المريح في بعض الولايات، لا يخلو من مشكلات ومنغِّصات، لعل من أبرزها : (1) اختلاف الآراء بين المسلمين، ولا أقول الخلاف المذهبي، لأنه لا ينتشر في الهند سوى مذهبين من المذاهب الإسلامية، هما المذهب الحنفي للمسلمين السنة، والمذهب الجعفري للمسلمين الشيعة. ولكن الخلاف الذي أعنيه، هو ما يظهر في الآراء الفكرية المتشددة أو المعتدلة، فهناك الديوبنديون وهم سلفيون متشددون، وهناك التبليغيون وهم بين التشدد والاعتدال، وهناك الجماعة الإسلامية، والمنتمون إليها هم رمز الاعتدال في تلك البلاد. (2) ومن المشكلات ثانياً - الابتعاد الكبير، والانحراف الخطير، في شرائح المجتمع الإسلامي - عن منهج الإسلام، وسلوك الإسلام، وأخلاق الإسلام. إذ يُجاري كثير منهم الوثنيين في سلوكهم وأعيادهم واحتفالاتهم. (3) وأما ثالث المشكلات، فهو الفقر الشديد بين غالبية المسلمين. فلا مساكن كما يليق بالإنسان، ولا استطاعة لتعليم الأبناء، ولا قدرة على اكتساب المعيشة، ولا عملاً يُدِرُّ ما يقيت العيال، الذين يزداد عددهم بشكل مستمر. الحلول المقترحة لهذه المشكلات : (1) إن المدارس والجامعات الإسلامية التي زرتها، تمثل الاتجاهات المتشددة والمعتدلة بين المسلمين هناك. وبجهود المخلصين يمكن أن يزول هذا الخلاف، وتحل هذه المشكلة. وقد وجدت بين الجماعة الإسلامية ما يبشر بذلك الخير، حتى إن مدرسة الإصلاح، وهي ركيزة من ركائز الجماعة الإسلامية، يعنون طلبتها خطابهم بـ ( باسمه تعالى ) وهو ما يعنون به المسلمون الشيعة خطابهم، مما يبشر بإمكانية الترفع عن الخلاف، والتقارب والائتلاف. (2) وبتركيز الدعوة بين المسلمين، وتشجيع الدعاة والواعظين، يمكن أن نحل مشكلة الجهل بالإسلام، والبعد عن منهجه القويم، وصراطه المستقيم. ومما يساعد على ذلك، انتشار المدارس الإسلامية، التي تنقذ النشء من الجهل بالإسلام، الذي لا يستطيع آباؤهم أن يزيلوه، لأنهم يغرقون هم أنفسهم في هذا الجهل إلى الأذقان. (3) أما مشكلة الفقر بين المسلمين هناك، فإن حلها يكمن في خزائن أغنياء المسلمين في العالم، لا بالتبرعات والمساعدات التي تذهب أدراج الرياح، ولكن بإقامة المشروعات الاقتصادية، التي تستثمر الأراضي، وتحسِّن المنتوجات الزراعية والصناعية وما إليها. خاتمة المطـاف وحدة المسلمين فريضة من الله، فقد قال سبحانه : " وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاْحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَاْتَّقُوْنِ "([3]) وقال رسولُهُ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: " المُسْلِمُ أخُو المُسْلِم، لاَ يَظْلِمُهُ، ولاَ يُسْلِمُهُ " ( أخرجه مسلم وأحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجة). لقد درج المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية - ومنذ نشأته في طهران، قبل حوالي عقدين من الزمان - درج على تقديم الموضوعات، التي تهم المسلمين، وتُعالج مشكلاتهم، أملاً في توحيد كلمتهم، ورصِّ صفوفهم، وتخفيف معاناتهم، وذلك من خلال مؤتمره الدولي للوحدة الإسلامية، الذي يقيمه سنوياً. وها هو ذا يقدم هذا العام، في دورة المؤتمر التاسعة عشرة، موضوعاً مهماً وحسَّاساً وشائقاً وشائكاً ألا وهو: ) المسلمون في الأقطار غير الإسلامية - حقوقهم، واجباتهم، مشاكلهم وحلولها (. وتسعدني المشاركة في فعاليات هذا المؤتمر بورقة متواضعة، حول التعليم بين المسلمين في الهند - المشكلات والحلول - انطلاقاً من أحد بنود المحور الثالث من محاور المؤتمر. وقد بنيتُ ورقتي هذه على ثلاثة مباحث هي : المسلمون في الهند، والتعليم بين المسلمين في الهند، والتعليم الديني بين المسلمين في الهند. هذا، وقد وصل الإسلام إلى الهند مبكراً، وذلك عبر طريقين مهمين، هما الطريق البحري، وطريق الفتوحات الإسلامية. وقد قامت للمسلمين دول وحضارات في القارة الهندية، التي تشمل العديد من دول اليوم، ثم تجمع المسلمون في دولتين كبيرتين هما بنجلادش وباكستان، وبقيت للمسلمين جالية ضخمة في الهند، تربو على مائة مليون مسلم، ما يشكل سدس عدد سكان الهند، الذي يربو على ( 600 ) مليون نسمة. والهند متحف للشعوب والحضارات واللغات والديانات، لكثرة ما فيها من الأجناس والأعراق، الذين بلغ عدد لغاتهم في إحصاء سنة 1921م، نحو ( 225 ) لغة، من بينها خمس عشرة لغة هي أكثرها انتشاراً، ومنها الأردية، وهي لغة أكثر المسلمين في الهند. وأما الديانات، فإن الإسلام يعيش بين عدد كبير منها، كالهندوسية والبوذية والسيخية والمسيحية. والهندوسية هي أكثر الديانات الوثنية انتشاراً بين أهل الهند. وهذا يعني أننا أمام خليط من التعليم الذي تنتهجه تلك الشعوب، بسبب اختلاف لغاتها ودياناتها وحضاراتها. وتنخرط أعداد كبيرة من أبناء المسلمين في التعليم الرسمي للدولة الهندية. سواء أكان تعليماً أساسياً أم ثانوياً أم جامعياً. بينما يتوجه العدد الأكبر من أبناء المسلمين، إلى التعليم الديني. ومن أبرز الجامعات الإسلامية الرسمية، أي التي تشرف عليها الدولة، جامعتان اثنتان، هما الجامعة الملية في ( نيودلهي ) العاصمة، وجامعة ( عليكرة ) في مدينة ( عليكرة ) الإسلامية. أما التعليم الديني فإنه ينتشر بين المسلمين في الهند، انتشاراً واسعاً، ويتزايد هذا الانتشار عاماً بعد عام، والحمد لله. وذلك بالجهود الذاتية، والمساعدات الخارجية. ولا تكاد تجد قرية أو مدينة، إلا وفيها مدرسة أو جامعة إسلامية. ومن دواعي السرور أن القائمين على تلك المدارس والجامعات، يولون اهتماماً بارزاً لنشر ذلك التعليم الديني بين الإناث من بنات المسلمين، تماماً كما يفعلون لنشر ذلك التعليم بين الأولاد الذكور. وتقيم أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات في مساكن داخلية في مدارسهم وجامعاتهم، توفر لهم فيها أسباب المعيشة المجانية. ومن أشهر هذه المدارس والجامعات، التي سعدت بزيارتها : المدرسة الدينية ( إشاعة العلوم ) ومدرسة الإصلاح، والجامعة الإسلامية الأهلية، وجامعة الفلاح، وجامعة مصباح العلوم، وجامعة الصالحات، وجامعة أحمد بن عرفان الشهيد، وجامعة المؤمنات، والجامعة الإسلامية - دار العلوم - ديوبند، ومدارس وجامعات أخرى لم أتمكن من زيارتها. لا يقتصر التعليم الديني بين المسلمين في الهند، على المدارس والجامعات الإسلامية، فهناك الزوايا في المساجد وهناك المؤسسات ( مثل مؤسسة القرآن ) في مدينة ( لكناو )، وتؤدي هذه المساجد والمؤسسات - دوراً مهماً في ذلك التعليم الديني. أما مشكلات التعليم الديني بين المسلمين في الهند، فهي ثلاثة باختصار شديد : (1) اختلاف الآراء بين المسلمين، ولا أقول الخلاف المذهبي، لأنه لا ينتشر في الهند سوى مذهبين من المذاهب الإسلامية، هما المذهب الحنفي للمسلمين السنة، والمذهب الجعفري للمسلمين الشيعة. ولكن الخلاف الذي أعنيه، هو ما يظهر في الآراء الفكرية المتشددة أو المعتدلة. (2) الابتعاد الكبير، والانحراف الخطير، في شرائح المجتمع الإسلامي - عن منهج الإسلام. (3) الفقر الشديد بين غالبية المسلمين. أما الحلول المقترحة لهذه المشكلات فهي (1) إن المدارس والجامعات الإسلامية التي زرتها، تمثل الاتجاهات المتشددة والمعتدلة بين المسلمين هناك. وبجهود المخلصين يمكن أن يزول هذا الخلاف، وتحل هذه المشكلة. وفي الجماعة الإسلامية ( مثلاً ) ما يبشر بالخير، حتى إن مدرسة الإصلاح، وهي ركيزة من ركائز الجماعة الإسلامية، يعنون طلبتها خطابهم ب ( باسمه تعالى ) وهو ما يعنون به المسلمون الشيعة خطابهم، مما يبشر بإمكانية التقارب والائتلاف. (2) وبتركيز الدعوة بين المسلمين، وتشجيع الدعاة والواعظين، يمكن أن نحل مشكلة الجهل بالإسلام، ومعالجة البعد عن منهجه القويم، وصراطه المستقيم. ومما يساعد على ذلك، انتشار المدارس الإسلامية، التي تنقذ النشء من الجهل بالإسلام. (3) أما مشكلة الفقر بين المسلمين هناك، فإن حلها يكمن في خزائن أغنياء المسلمين في العالم، لا بالتبرعات والمساعدات التي تذهب أدراج الرياح، ولكن بإقامة المشروعات الاقتصادية الكبيرة. فاللهمَّ حقِّقْ آمالَ المسلمين، وتولَّنا وإياهم بما تتولَّى به عبادك الصالحين، وصلِّ وسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين فهرس الورقة الموضــوع الصفحة الموضــوع الصفحة العنـــوان 1 التمهيـــد 2 التقديـــم 3 المبحث الأول - المسلمون في الهند 4 تركيز المسلمين في الولايات الهندية 5 المبحث الثاني التعليم بين المسلمين 6 المبحث الثالث - التعليم الديني 7 وضع التعليم الديني بين المسلمين 7 المدرسة الدينية ( إشاعة العلوم) 7 مدرسة الإصلاح 8 الجامعة الإسلامية الأهلية 8 جامعة الفلاح الأهلية 8 جامعة مصباح العلوم 9 جامعة الصالحات 9 دار العلوم - لكناو 10 جامعة أحمد بن عرفان الشهيد 10 جامعة المؤمنات 10 الجامعة الإسلامية - دار العلوم - ديوبند - 10 المدارس والجامعات التي لم أزرها 11 التعليم الديني بين المسلمين في الهند في غير المدارس والجامعات. 11 مؤسسة القرآن 11 مشكلات التعليم الديني بين المسلمين في الهند. 12 الحلول المقترحة لمشكلات التعليم الديني بين المسلمين في الهند. 13 خاتمــة المطاف 13 فهرس الورقــة 16 ملحوظة عن مراجع الورقة 16 ملحوظة مهمة - مصادر ومراجع الورقة لقد استفدت في ورقتي هذه من مصادر ومراجع عدة، أهمها : (1) الزيارات التي قمت بها للمدارس والجامعات الإسلامية (2) الكتيبات التي تتحدث عن تلك المدارس والجامعات. (3) الأقليات المسلمة في آسيا وأستراليا - إصدار رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة. (4) المسلمون في الهند لمؤلفه نور عالم خليل أميني نشر دار الصحوة بالقاهرة - الطبعة الأولى 1409 هـ - 1988م. -------------------------------------------------------------------------------- ([1]) الانبياء: 92. ([2]) الحجرات: 10. ([3]) المؤمنون: 52.