التضامن والتسامح والسلام الحاج الامام محمد يونس ماليانج جي قبل ألف وثلاثمائة وخمسين سنة وفي عهد أسرة تانغ الملكية كان كثير من التجار والجنود والمبعوثين والدعاة العرب والفارسيين قدموا الى الصين للتجارة أو تقديم الهدايا إلى الامبراطور مارين بطريق الحرير حاملين الدين الإسلامي ومنهم من بقي في الصين وتزوج صينية وخلف الأجيال مما تكون قومية هوي المسلمة ويتمسك المسلم الصيني تمسكا خالصا بالتعاليم من القرآن الكريم والحديث الشريف ويؤدون مناسك العبادات الدينية ويحسنون في المعاملات وتولي المسلم الصيني اهتماما بالغا تعليم الدين الإسلامي وكان أشهر الأسلوب التعليمي هو اسلوب التعليم المسجدي الذي يستخدم اللغات الصينية والعربية والفارسية في تعليم علوم الدين الإسلامي الأساسية هذا يميز خصائص الثقافات الاسلامية الصينية المتعددة وارسي اساسا ثابتا في توطيد وتطوير الدين الإسلامي في الصين. وفي اواخر اسرة مينغ الملكية واوائل اسرة تشين الملكية ظهرت خلافات في صفوف المسلمين الصينيين ومع مرور الزمان اشتدت هذه الخلافات وتأثرت الوحدة الداخلية عند المسلمين أقرب مثلا في مقاطعة شانشي التي تعتبر من أقدم المناطق لدخول الدين الاسلام الى الصين وبسبب الخلافات مما جعلت لا يتعامل الجمهور المسلم من المذاهب المختلفة في الزواج والزيارات. وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949م أصبح الجمهور المسلم الصيني مع الجماهير من القوميات المختلفة الصينية اسياد البلاد وبدات الخلافات الداخلية والتناقض عند المسلمين الصينيين تخففت وتراخت من القاعدة وتسعي حكومة الصين الجديدة منذ 55 سنة الى خلق المجتمع المنسجم والمتعايش والقوانين تتكمل وكل هذا صنع ظروف المجتمع الملائم لبقاء الدين الاسلامي وتطويره في الصين وان المسلمين الصينيين يطيعون القوانين الصينية ويحافظون على استقرار المجتمع زالت التضاربات بين المذاهب والفرق الاسلامية في الصين ويسرنا ما رأينا أن الخلافات والتناقضات أصبحت ظاهرة في التاريخ ويفهمون ان وجود الخلافات والتضارب لا ينفع المسلمين وان وجود الخلافات في فهم معرفة الدين الاسلامي شيء طبيعي فلا يمكننا تكبيرها بل نتخذ بالموقف المعقول حول هذه الظاهرة. قال الله تعالى في الكتاب الحكيم (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) (آل عمران:103) وفي الحقيقة ان الايمان الاساسي موحد لجميع المسلمين في انحاء العالم رغما بالمذاهب المختلفة وهو لا اله الا الله محمد رسول الله وان الاختلاف عند المسلم هو اختلاف في الفروع واصل واحد لذلك لابد ان نكون محترمين بعضنا ببعض ولا نجعل الخلاف انفصالا وعندنا مثال صيني يقول تقريب نقطة مشتركة وابتعاد نقطة الخلاف هذا بمعنى مع أن المبدأ الأساسي واحد فعلينا ان نترك الخلافات ولا نلزم غيرنا ان يكون معنا في كل ناحية كما هناك يوجد مثال ثاني يقول اليعايش ثمين لقد علم المسلم الصيني من الدروس التاريخية ان السعي الى التنازع لا امل والتنافس في الخلاف لا مستقبل ولا البقاء والحياة الا بالتعايش والتواد علينا نستمر في تحقيق التسالم من الجانبي الداخلي والخارجي لدفع تطورا منسقا بين الدين والمجتمع وبنسبة المسلمين الصينيين بمكانة اقلية والاسلام الصيني بمكانة ثقافة غير رئيسية هذه الدروس مهمة جدا لهم. وننظر الى وضع العالم الراهن اننا في امس حاجة الى تقريب نقطة مشتركة وابتعاد نقطة خلاف والتعايش من اي وقت مضى لا نتحقق في التضامن والتسامح بين المذاهب المختلفة فقط. بل نقوم بالحوار والربط مع الديانات والحضارات المختلفة والتسامح معها والتعايش مع المجتمع العالمي الآن السلام والتنمية موضوعان رئيسان في العالم الراهن وان السلام شرك قطعي لتقدم المجتمع وتنميته كما هو غاية نهائية لتطوير المجتمع ان الحضارة الاسلامية هي من أميز الحضارات في العالم والاسلام يدعو الى المساواة والعدل في المجتمع ويسعى الى سلم المجتمع وانسجامه فعلينا نبتعد عن الرغبات الذاتية ونتمسك يدا بيد ونتمشى على ماهداه الله لنا من صراط مستقيم وننمو روح الاسلام تنمية استمرارية.