الاستراتيجية التعليمية للبلدان الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي ضرورة صياغة النص المقترح السيد مسعود نوري ([1]) مقدمة يتضمن الاعلان العالمي لحقوق الانسان والذي تعكس مواده التفاهم المشترك لشعوب العالم في مجال الحقوق غير القابلة للانكار وغير القابلة للانتهاك لعامة اعضاء الأسرة البشرية يتضمن التزاماً لأعضاء المجتمع الدولي([2]) وتحدث بوضوح حول حق التعليم([3]) وتصرح المادة رقم 26 في هذا الاعلان والتي تكون طويلة نسبياً قياساً بنصوص باقي المواد الموجودة في هذا الاعلان: 1ـ يحق لكل فرد ان يتمتع بالتربية والتعليم وإن التربية والتعليم يجب ان تكون مجانية في مستوى التعليم الابتدائي والأساسي ويكون التعليم الابتدائي اجبارياً. وينبغي تعميم التعليم أو التدريب المهني كما يجب أن يبقى مجال التعليم العالي مفتوحاً أمام الجميع بشروط متساوية كي يتمكن الجميع الافادة منه طبقاً للمواهب التي يتمتع بها الأفراد. 2ـ ينبغي ترشيد التربية والتعليم بشكل تعمل على إيصال الشخصية الإنسانية لكل فرد الى مستوى الكمال وتعمل على تقوية احترام الحقوق والحريات للإنسان. وينبغي على التربية والتعليم ان تعملان على تسهيل حق التفاهم والسماح واحترام عقائد الآخر والصداقة بين كافة الشعوب والجمعيات القومية والدينية وتنمية فعاليات الأمم المتحدة في سبيل السلام. 3ـ منح الأولوية للابوين قياساً بالآخرين في انتخاب نوع التربية والتعليم لابنائهم. ([4]) وقد أكدت([5]) وثائق دولية([6]) واقليمية([7]) أخرى على هذا الموضوع المهم والأساس وتؤكد البلدان الإسلامية على أهمية التعليم اعتماداً على التعاليم الموجودة في الديانة الإسلامية من الناحية النظرية على أقل تقدير. كما أكد أعضاء منظمة المؤتمر الاسلامي في الإعلان الاسلامي لحقوق الإنسان المعروف ببيان القاهرة الذي صودق عليه عام 1990 على هذا الموضوع وتقول المادة رقم 9 من هذا الإعلان: أ ـ طلب العلم فريضة ويعتبر التعليم أمراً واجباً على المجتمع والحكومة ويجب على الحكومة أن توفر السبل والوسائل اللازمة لذلك وأن تضمن تنوعه ليلبي مصلحة المجتمع ويمنح الفرصة للفرد للتزود بالمعرفة حيال الدين الاسلامي وحقائق الكون ويستخدم ذلك من أجل خير البشرية. ب ـ يحق لكل إنسان التمتع بجهود المؤسسات التربوية والتوجيهية المختلفة كالأسرة والمدرسة والجامعة والأجهزة الاعلامية وغيرها التي تعمل نحو تعليم التربية الدينية والدنيوية للإنسان وبذل جهودها لتربية تربية كاملة ومتوازنة وتربية شخصيته بشكل تعد ايمانه بالله واحترامه لحقوقه وواجباته وتوفير الدعم له.([8]) وتشير المقارنة بين المادة رقم 26 للإعلان العالمي لحقوق الانسان والمادة رقم 9 للاعلان الاسلامي لحقوق الانسان الى نقاط مختلفة. يؤكد الاعلانان في بدايتهما على الاعتراف بحق التعليم كأحد الحقوق المهمة للإنسان. كما تشير المادة رقم 26 الى المراحل والأنواع السائدة للتعليم الابتدائي والعالي والمهني. وتشير المادة رقم 9 الى السبل والوسائل التعليمية المختلفة والى ضرورة توفير المستلزمات التعليمية للمجتمع. ويتحدث البند رقم 2 من المادة رقم 26 عن الاهداف الغائية من التربية والتعليم: ضمان الحد الكمالي للشخصية الإنسانية وتقوية احترام حقوق الإنسان وحرياته وتقوية حسن التفاهم والتعايش السلمي كما تعبر المادة رقم 9 عن ايجاد الفرصة لتعرف الأفراد على الدين الإسلامي واكتساب المعرفة تجاه حقائق الكون وأخيراً تنمية شخصية الأفراد من أهداف الفعاليات التعليمية. وقد أوجدت الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي اللتان تتوليان هذين الإعلانين عدداً من المؤسسات لتحقيق الأهداف المذكورة وتعتبر منظمة اليونسكو احدى المؤسسات المعنية بتنظيم هذه الجهود ومنها توفير التعليم للجميع في المؤسسات الدراسية المختلفة.([9]) لقد أثمرت جهود منظمة المؤتمر الاسلامي نحو تأسيس منظمة دولية ذات اختصاص في مجال تعليم العلوم والثقافة وذلك في الاجتماع الحادي عشر لوزراء خارجية البلدان الأعضاء في هذه المنظمة الذي عقد في اسلام آباد عام 1980 حيث صادق الاجتماع الوزاري هذا على النظام التأسيسي للمنظمة التعليمية والعلمية والثقافية الاسلامية (اسيسكو)([10]) وقد بدأت المنظمة المذكورة نشاطها رسمياً منذ عام 1982 لبلوغ أهدافها المنشودة ومنها في المجالات التالية: 1ـ تقوية التعاون بين البلدان الاعضاء في المنظمة وتوطيده في المجالات التعليمية والعلوم والثقافة والاتصالات. 2ـ تنمية العلوم التطبيقية والإفادة من التقنيات المتطورة في اطار الأهداف والقيم الرفيعة الاسلامية. 3ـ تقوية التفهم والتفاهم بين الشعوب المسلمة والمشاركة في موضوع التوصل الى السلام والأمن العالميين بأساليب مختلفة وخاصة عبر تعليم العلوم والثقافة والاتصالات. 4ـ الدعم الكامل لايجاد التنسيق بين المؤسسات ذات الاختصاص في منظمة المؤتمر الاسلامي في مجال التعليم والعلوم والثقافة والاتصالات وتوطيد التضامن والوحدة الاسلامية في البلدان الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي. 5ـ طرح الثقافة الاسلامية باعتبارها قاعدة وأساس للبرامج التعليمية في كافة المستويات. * لا يتحقق بلوغ الأهداف الأساسية والمقدسة المذكورة في المواد الآنفة الذكر والقضايا المشابهة لها إلا ببذل الجهود الحكيمة والشاملة. وإن أحد الأساليب المعمول بها هو أن النشطاء في المجالات ذات الاختصاص يعملون على صياغة الإعلانات واصدارها يرتسمون خلالها الآليات المناسبة لبلوغ أهدافهم المهنية ويعلنوا بأن مثل هذه الاعلان والبيانات تجعل الجهود هادفة والنشاطات منسجمة حتى وإن كانت في البداية غير ملزمة، إلا أنها تتحول الى قواعد عرفية أثر تمتعها بالقبول في العرف الخاص او العام وستحظى بصفة المرجعية. وان المفعول الآخر لهذه الاعلانات والبيانات هو أنها تمهد الأرضية لتشريع قوانين وأنظمة وطنية والزامية في الموضوع المعني من جانب المشرعين في الداخل. وقد تؤدي هذه الأمور المتعددة الى زيادة عدد هذه الوثائق وأهميتها بشكل مطرد. كمثال على ذلك يمكن الإشارة الى (اعلان حقوق المريض)([11]) الذي صودق عليه في العاصمة البرتغالية لشبونة في عام 1981 في الاجتماع الرابع والثلاثين لاتحاد الأطباء العالمي([12]) وتم تعديله في الاجتماع السابع والأربعين لهذه الجمعية في بالي باندونيسيا بتاريخ سبتمبر عام 1995. ([13]) وهناك معاهدة التنوع الثقافي التي لها صلة وثيقة بهذا الموضوع وهي احدث من سابقتها والتي صودق عليها في الاجتماع السادس (للشبكة الدولية للسياسة الثقاقية)([14]). ومن أجل التأكيد على فاعلية مثل هذه الوثائق في اعداد المقدمات اللازمة لاتخاذ قرارات دولية ملزمة ونظراً لضرورة توفر الصفوة العلمية والثقافية المسلمة على هذه الوثيقة والتي تمهد في ذات الوقت لدخولنا القسم الآخر من الحديث نقدم توضيحاً موجزاً حول هذا الموضوع. إن الموضوع الذي تداوله الاجتماع المذكور (الذي عقد في الفترة 16 ـ 18 من اكتوبر عام 2003 في مدينة اوباتيا([15]) بكرواتيا) هو ميثاق التنوع الثقافي ومن المقرر أن تصادق عليه الأمم المتحدة عام 2005 باعتباره أحد المواثيق المهمة والأساسية لهذه المنظمة. وقد توجه وزراء الثقافة وممثلو ما يزيد عن 45 دولة من دول العالم في اجتماع اوباتيا من خلال مصادقتهم على معاهدة التنوع الثقافي([16]) نحو ما سيحدث في عام 2005 وكما أشرنا آنفاً سيتركون تأثيرهم بهذه الطريقة في تعيين ما سيحدث بشكل مسبق. إن ما يدعو للأسف هو ان حضور البلدان الاسلامية في هذا الاجتماع لم يكن واضحاً ومؤثراً([17]). ويمكن التكهن بأن البلدان التي لم تشارك في تخطيط وصياغته هذا النص بشكل فاعل ستواجه المزيد من المآزق. وهناك انموذج آخر له صلة كاملة بموضوع هذا المقال وهو (بيان نيودلهي). والذي أصدر في ختام اجتماع زعماء 9 دول من أكبر دول العالم نفوساً وهي بنغلاديش والبرازيل والصين والهند واندونيسيا والمكسيك ونيجيريا وباكستان) وان خمس منها وهي (بنغلاديش ومصر واندونيسيا ونيجيريا وباكستان) أعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي والذي عقد في الفترة 13 ـ 16 ديسمبر عام 1993 في نيودلهي. وكان هذا الاجتماع اول اجتماع عالمي يعقد على صعيد القمة حول (التعليم للجميع). وكان الاجتماع المذكور يهدف الى دراسة الآليات لحشد الطاقات لتعميم التعليم الابتدائي وتعليم كبار السن لمحو اميتهم. يذكر أن نصف نفوس العالم وما يزيد عن 70% من الأميين الكبار السن ونصف عديد الأطفال الذين لم يسجلوا في المدارس يعيشون في البلدان المذكورة وتعكس هذه الآفاق العامة مدى أهمية تحقيق اهداف ذلك الاجتماع. وقد أشار القسم الثالث من هذا البيان الى ست استراتيجيات وقد أعلن رؤساء البلدان المشاركة في المؤتمر المذكور التزامهم بمتابعتها ومنها توفير امكانية الدراسة لكافة الأطفال وبذل الجهود لتنمية التعليم الأساسي والتطبيق ومكافحة التمييز في وضع الإمكانيات التعليمية وبذل الجهود لتحسين مكانة المعلمين وظروف تعيينهم واصلاح المحتوى التعليمي والمواضيع الدراسية واتخاذ اجراء شامل للتنمية الانسانية ورصد المزيد من المصادر والطاقات الوطنية والاجتماعية بموضوع التعليم ودعوة كافة مؤسسات المجتمع لدعم مشروع التعليم للجميع. لقد أثبتت التجارب بأن اصدار مثل هذه البيانات والاعلانات يسارع في التوصل الى الأهداف المنشودة ويمهد السبيل لبلوغ الأهداف الكبيرة لذلك اننا نقترح أن تطلب الصفوة الحاضرة في هذا المؤتمر من منظمة المؤتمر الاسلامي التي تعتبر مؤسسة واسعة وتحظى باحترام كافة الشعوب الاسلامية صياغة بيان استراتيجي([18]) والمصادقة عليه بشأن التعليم في البلدان الاسلامية واستقطاب الرأي العام للأمة الاسلامية بهذا الموضوع الحيوي وذلك نظراً للواقع الموجود في العالم الاسلامي والكفاءات الموجودة فيه. ويتمكن العلماء الحاضرون في هذا الحفل الكريم وهم كبار أئمة ونواب المذاهب الاسلامية المختلفة توجيه الدعوة الى المسؤولين والمخططين في بلدانهم ليكونوا في طليعة الجهاد المقدس للتعويض عن التخلف وبلوغ المكانة التي تليق بالشعوب الاسلامية في حقل العلم والحضارة والتقدم في العالم. إن ما يمكن طرحه كبنود لهذا البيان المهم سيتم تقديمه بعد القاء نظرة عابرة على الطاقات وكذلك الوضع الحالي غير المناسب للبلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي. وتتمكن الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي لأسباب واقعية ومتنوعة من حل المشاكل الماثلة امامها والبعض منها كما يلي: 1ـ يبلغ عدد البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي حالياً 50 بلداً مما يشكل ذلك نسبة عالية نسبياً قياساً بعدد دول العالم. والنتيجة المتمخضة عن هذا الوضع هي أن هذه البلدان يمكنها ان تغض النظر عن بعض الخلافات الجزئية (الخلافات التي يكون البعض منها غير واقعي وهي مصطنعة اساساً من جانب أعداء الأمة الإسلامية) وأن يكون لهذه الدول حضوراً منسجمأ ومنسقاً في المنظمات والمؤسسات الدولية التي يتم فيها عادة اتخاذ القرارات على أساس عدد الآراء وأن تلعب هذه الدول دوراً فاعلاً في عملية اتخاذ القرارات على الصعيد الاقليمي والعالمي. 3ـ الوضع الجغرافي: تتمتع بلدان منظمة المؤتمر الاسلامي الواقعة في آسيا الوسطى ومنطقة البلقان والشرق الأوسط وفي افريقيا بطاقات استراتيجية كبيرة منها الممرات المائية المهمة ومختلف المعادن ومصادر الطاقة بكميات كبيرة ونوعية متميزة. 3ـ التركيب السكاني: اسمحوا أن نلقي نظرة الى منطقة مهمة وحساسة الى كل من آذربيجان وكازاخستان وطاجيكستان وتركمانستان وهي أربعة بلدان في منظمة المؤتمر الاسلامي. وتبلغ أعمار حوالي نصف النفوس في بلدان آسيا الوسطى المذكورة دون 30 عاماً وإذا ما تتم الافادة بشكل جيد من هذه المواهب والقدرات فعندها يمكن أن نتوقع مستقبلاً واعداً في هذه المنطقة كما يمكن أن تتحول هذه الفرصة الذهبية الى تهديد خطير الأمر الذي يلقي على عاتق المفكرين والمسؤولين والاصلاحيين مسؤولية علمية مضاعفة في هذا الجانب. ولكن رغم وجود هذه المزايا والطاقات في كافة المجالات هناك ايضاً مشاكل جادة. وتارة لم يلاحظ التآزر والتعاون بما يكفي بين البلدان الإسلامية في بعض الميادين والمنظمات الدولية وقد تضن بعض هذه الدول بأن مصالحها تختلف عن مصالح الأمة الاسلامية لكن الواقع هو شيء آخر فإذا كان مثل هذه الشيء حتى على الأمد القصر فإن ذلك لا يشكل عادة شيئاً أكثر من سراب إذ لا يكون مثل هذا الشيء يقيناً على الأمد الطويل وإن نجاح المسلمين او فشلهم لا سمح الله هو أمر لا يقبل للتجزئة والشيء المؤكد هو فمن ينظر الى عاقبة الأمور يكون مباركاً. إن الموقع الاستراتيجي والممرات المائية المهمة وبسبب وجود بعض المشاكل الهيكلية والمزمنة التي تعود الى ابتعاد المسلمين عن الشريعة والبعض منها يعود الى احقاد الأعداء قد أدت الى إثارة اطماع الطامعين وشنهم الهجوم على هذه البلدان. وفي العقود الأخيرة بات البعض من الدول الاسلامية ينظر الى معادنه ومصادرة من الطاقة التي لا تجدد كنظرته الى البضاعة الاستهلاكية والزهيدة ولا ينظر اليها كرصيد مهم ولم يستفد من هذه النعم الإلهية كودائع من جانب الطبيعة بشكل مفضل وذكي. اسمحوا لي أن أتحدث حول النقطة الثالثة وأشير الى الأوضاع في آسيا الوسطى. فقد بلغت نسبة الأمية والبطالة واستهلاك المواد الافيونية والمخدرات في تلك المنطقة نسبة مثيرة للقلق وقد دفعت المشاكل الاقتصادية الكثير من العوائل الى ايفاد أطفالها الى ورشات العمل والمزارع بدل توجيههم الى المدارس. وجاء في التقرير الذي أعدته مجموعة الأزمة الدولية (آي سي جي) والذي نشر في أواخر عام 2003([19]) والذي جاء تحت عنوان: (الشباب في آسيا الوسطى وفقدان الجيل الجديد): لقد انخفض عديد طلاب الثانوية في بعض المناطق من طاجيكستان بنسبة 50% وتواجه الفتيات والفتيان خطر الحرمان من مواصلة الدراسة ويعاني النظام التعليمي في بلدان آسيا الوسطى من الأزمات المالية ونتيجة لهذه الأوضاع السيئة يتجه شطراً واسعاً من الشباب نحو الهجرة من مناطقهم وتشير التقارير الى أن نحو ثلث الشباب يرغب في الهجرة من آسيا الوسطى والنتائج السيئة لهذه الظروف تكون واسعة جداً. ونظراً لعدم استقبال الدول التي يتجه اليها هؤلاء الشباب لهذه الهجرة وحتى إذا ما أفلح هؤلاء من التسلل الى تلك البلدان فإنهم سيقعون فريسة للعصابات الاجرامية ويتعرضون الى أنواع المخاطر والمفاسد وإذا ما أضطروا للبقاء في مسقط رأسهم لا يصبحون أعضاء ناشطين لمجتمعهم. فالخياران غير ميمونين وفيهما الضياع. إن هجرة الأدمغة باتت من القضايا المهمة التي تعاني منها إيران كذلك. وتعاني أجزاء أخرى من العالم الاسلامي من هذا الواقع المر ولكن بنسب متفاوتة الأمر الذي يستدعي ويتطلب أن ينهض ذوو الضمائر الحية والمخلصة للتخطيط ورسم استراتيجية لاحتواء هذه الأزمات وإيجاد الحلول النهائية لهذه المشاكل. ومن الواضع أن الآلام والمشاكل التي أشرنا اليها وغيرها الموجودة في باقي مناطق العالم تكون في إطار القضايا التعليمية التي يتحدث هذا المقال حولها. وقدمت منظمة اليونسكو حلولاً وبرامجاً ونفذتها وحققت بعض النجاحات. والآن ونحن أمام علماء المذاهب الاسلامية نتحدث عن رسالتنا الاسلامية. يكون من واجب البلدان الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي اضافة الى كونها جزءاً من المجتمع الدولي أن تبذل جهودها من أجل حل المشاكل التي تعاني منها البشرية وتكون لها مسؤولية مضاعفة تجاه العالم الاسلامي نظراً للتضامن المعنوي والاتحاد الايماني بينها. فإذا ما اعتمدت هذه الدول على قدراتها ونجاحها واعتمادها على طاقاتها القيمة والتعاضد فيما بينها ستستطيع اجتياز العقبات الكبيرة والتوصل الى التقدم والرفعة المادية والمعنوية. ومن المقدمات الضرورية لهذا الأمر الخطير هي العثور على الأولويات والأهداف المشتركة وتوضيحها بشكل جلي وصياغة الآليات اللازمة لبلوغ أهدافها. وكخطوة في هذا المسار الطويل اقترح تقديم هذا البيان المرفق بالمقال باعتباره أحد مكاسب هذا المؤتمر لتقديمه الى أمانة منظمة المؤتمر الاسلامي لتتم المصادقة عليه بعد دراسته واجراء التعديلات المحتملة عليه لوضعه في جدول أعمال هذه المنظمة. النص المقترح لبيان صياغة استراتيجة تعليمية لبلدان منظمة المؤتمر الاسلامي نحن الموقعون على هذا البيان نعلن: من منطلق تعاليم الدين المقدس الاسلامي التي تعتبر المعرفة والعلم من أسمى الفضائل وأهم القيم: وبما ان سمو العلم وتعميمه يمهدان للتقوى ويحافظان على الكرامة الإنسانية والرفاهية الدائمة للمواطنين: وبما ان المادة رقم 26 لإعلان حقوق الإنسان والمادة رقم 9 من الإعلان الاسلامي لحقوق الانسان تفرضان علينا التزامات وواجبات لضمان حق التعليم لجميع المواطنين فإننا لم نألوا عن أي جهد لبلوغ هذا الهدف السامي ونؤكد بالتحديد اتفاقنا والتزامنا بالآليات التالية وعلى التنفيذ المنسق لهذه الأمور: 1ـ بذل الجهود من أجل استئصال الأمية هو واجب إنساني وديني ولذلك تتعهد الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي بحشد كافة طاقاتها وقدراتها ومصادرها مستعينة بمخططيها وخبرائها وبالتنسيق مع آيسيسكو بإعداد برنامج مدون لمحو الأمية من المنطقة الجغرافية لمنظمة المؤتمر الاسلامي حتى عام 2010 وتنفيذه. ويتعهد الأعضاء الذين تتوفر لديهم ظروف أفضل أن يساعدوا البلدان الأخرى في هذا الجهد المقدس والقيام بدور أهم في هذا الجانب، وستكون منظمة المؤتمر الاسلامي على استعداد للقيام بالتنسيق الجماعي اللازم بين الأعضاء والمؤسسات والمنظمات الاقليمية والدولية الفاعلة في مجال محو الأمية وخاصة مع منظمة اليونسكو. كما ندعو الدول الموقعة على بيان نيودلهي عام 1992 العمل بالتزامها في البند السادس من القسم الثالث من ذلك البيان للقيام بتقييماتها ووضع خبراتها في مجال مكافحة الأمية في خدمة المجتمع الدولي وهذه المنظمة الدولية الإسلامية. كما يتعهد أعضاء هذه المنظمة بوضع خبراتهم في هذا الجانب المهم في خدمة الراغبين في ذلك. 2ـ عزمت الدول الأعضاء في هذه المنظمة من منطلق مبدأ التعاون الفاعل التخلي عن الجهود الفردية والتنافس غير السليم على ايجاد المزيد من التعاضد والتفاهم بين الأجيال الجديدة في بلدانها الإعلان عن مبادئ مشتركة للتعليم الثقافي والديني الضروري في نظامها التعليمي. وتعمل الايسيسكو من منطلق واجبها اعداد قائمة شاملة من المبادئ في فترة زمنية مناسبة وتقديمها الى أمانة المنظمة للمصادقة عليها نهائياً في اجتماع القمة. ومن اهم هذه المبادئ: تقوية ايمان المخاطبين بالمبدأ والمعاد والنبوة والقرآن الكريم وتعريف المخاطبين بالإعلان الاسلامي لحقوق الإنسان كوجهة نظر مشتركة للبلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي وايجاد دافع ضرورة احترام الحقوق المدرجة فيه في تعليم المتقبلين للتعليم وإثارة معنوية التساؤل والتفكير وتعريف المخاطبين بالحضارة الاسلامية الرائعة وتراثها القيم وتوعية الأجيال الجديدة بالموقع الذي يحتله الاسلام والمسلمين في العالم المعاصر وتقوية معنوية الاحترام والوفاء للثقافة الاسلامية وقيمها الأخلاقية والاجتماعية الى جانب احترام باقي الثقافات والمعتقدات وتقوية مشاعر احترام السلام العادل والمشرف. 3ـ تتعهد الدول الأعضاء في المنظمة بتلبية الحاجات التعليمية فيما بينها وخاصة في المراحل الجامعية وبذل الجهود فيما بينها وأن تعمل وفق تخطيط مسبق وان تتنامى مراكزها الجامعية بشكل متوازن في الجوانب الثلاثة لانتاج علم (البحوث) ونقل علم (التعليم) وإشاعة علم (الخدمات). وأن تتفق البلدان على تبادل الأساتذة والطلبة الجامعيين ومنح الزمالات الدراسية للطلاب فيما بينها مع التسهيلات والشروط السهلة وتنظيم دورات تعليمية وورشات بحوثية مشتركة لأعضاء الهيئات العلمية كآليات يتفق عليها بهذا الخصوص. 4ـ تعلن البلدان الأعضاء في المنظمة عزمها على الإفادة من التقنيات الحديثة في الحقول التعليمية ومن أجل ذلك ستعقد الايسيسكو مشروعاً لايجاد مركز للقيادة وتنسيق فعاليات الأعضاء في هذا المجال وعرضه على أمانة المنظمة وسيقوم المركز بتأسيس جامعة مجازية (Virtual University) وبرنامج شامل للإفادة من التعليم في المناطق النائية (Distance Education) والتعليم الألكتروني (E. Learning) بعد عرضه والمصادقة عليه من جانب الايسيسكو. 5ـ تتعهد الدول الأعضاء في المنظمة التصدي بكل جد لكل تمييز يقوم على أساس القومية او الجنسية في الشؤون التعليمية وخاصة لازالة العقبات الدراسية للفتيات والنساء وعامة القاطنين في الأرياف. وكذلك نظراً للتنامي السريع للعلوم والفنون وضرورة التحديث اليومي للوعي الاختصاصي واعادة تأهيل المهارات المهنية تعمل البلدان الأعضاء في المنظمة نحو توفير المتطلبات التعليمية للمواطنين بالتنسيق مع الآيسيسكو نحو صياغة وتنفيذ المبادئ والأسس وآليات تنمية التعليم غير الرسمي (Nonformal Education) والتعليم المتواصل (Litelong Learning) وتحويل بلدانها الى مجتمع متعلم (Learning Society). 6ـ تتعهد الدول الاعضاء في المنظمة الافادة المفضلة من مصادرها العلمية المتوفرة لديها والتي تعتبر تراثاً مشتركاً للبشرية من خلال اعداد برنامج محدد حتى عام 2010 من خلال ربط مكتباتها الوطنية (او المختارة) لتشكيل مكتبة عملاقة (Digital Library) مليئة بالمواد المعلوماتية ومن منطلق ادراك الأهمية والسرعة والصحة في تبادل المعلومات العلمية أن تتولى صياغة برنامج لتقديم المعلومات بشكل ذكي حول المتاحف المهمة والحدائق البحوثية والآثار التاريخية لبلدانها. 7ـ نظراً للتقدم الكبير الحاصل في مختلف العلوم وادراكاً لضرورة تحرك الشعوب المسلمة مع الحركة العلمية والتقنية ودور هذه الحركة في توفير الرخاء للجميع واقتدار العالم الاسلامي وتأثير ذلك في ردع الأعداء باتت الدول الاسلامية مصرة على تنمية دراساتها واستثمارها في الفروع العلمية والستراتيجية كالتقنيات البيئية (Biotechaology) وتقنية (Nanotechnologe) وعلم الجينات (Genetics) والإفادة السلمية والمتعارفة من العلوم الفردية وأن يكون بينها تعاون منظم ولذلك ندعو الايسيسكو (وخاصة الادارة التعليمية والعلوم) الى العمل وفقاً لأهداف تلك المنظمة (وخاصة اعتماداً على البندين 1 و2 المذكورين في القانون الأساسي المصادق عليه في اجتماع وزراء خارجية بلدان منظمة المؤتمر الاسلامي ـ اسلام آباد ـ ايار عام 1980) قيامها بتشكيل لجنة من ممثلي وزراء العلوم (أو على مستواهم) للبلدان الأعضاء لإعداد برنامج منسجم وشامل وتقديمه للأمانة العامة للمصادقة عليه من جانب رؤساء بلدان منظمة المؤتمر الاسلامي. 8ـ من أجل وضع العامة في صورة الوضع التعليمي وبرامج وفعاليات البلدان الأعضاء لمنظمة المؤتمر الاسلامي بهذا الجانب تقوم الايسيسكو بنشر الكتب والمجلات لعامة المواطنين وكذلك الكتب ذات الاختصاصات لافادة الخبراء وذوي الاختصاص في الشؤون التعليمية والبحوثية. تحديداً نشر مجلة فصلية تخصصية باللغتين العربية والانجليزية كما تقوم الحكومات التي تختلف اللغات الرسمية السائدة في بلادها عن هاتين اللغتين بنشر هذه الفصليات باللغات الرسمية لبلادها وذلك من اجل الاعلام بشكل أشمل. -------------------------------------------------------------------------------- [1]– عضو الهيئة العلمية والبحوثية لكلية المفيد. [2] ـ اعلان المؤتمر الدولي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان المصادق عليه بتاريخ 12 ابريل ـ 13 مايو 1968 بطهران. [3]- The Right To Education. [4] ـ تتطابق هذه الترجمة مع النص الفارسي للإعلان العالمي لحقوق الإنسان من جانب المركز الإعلامي للأمم المتحدة بطهران عام 1997. [5] ـ ومنها المادتين 13 و14 للميثاق الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمادة 18 من الميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية. [6] ـ ومنها المادة رقم 32 للبروتوكول الأول للميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان المادة رقم 11 من المنشور الاجتماعي الأوروبي والمادة 12 للميثاق الاميركي لحقوق الإنسان والمادة 17 من المنشور الافريقي لحقوق الإنسان والشعوب. [7] ـ يذكر فيما يتعلق بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان هناك وجهتان مهمتان من النظر: فالبعض يرى إن الإعلان لا يكون وثيقة ملزمة من ناحية الحقوق الدولية بل انه وثيقة اخلاقية بحته تتحدث عن الأهداف المشتركة للبشرية وان الدول لم تلتزم بتطبيق مقولتها اخلاقياً او قانونياً به. والوجهة الثانية من النظر ترى انه يشكل جزءاً من حقوق الإنسان العرفي لكافة الدول سواء أكانت اعضاء في الأمم المتحدة أم لم تكن وذلك بسبب مرور 50 عاماً على المصادقة على هذا الإعلان وبسبب السلوك المنسجم والمستمر للدول والمؤسسات الدولية حيث اعتبرته معياراً لتعيين الحقوق الدولية في حقل حقوق الإنسان وتستند عليه وتحول الإعلام لجزء من المبادئ المسلم بها والمقبولة عالمياً أو القواعد الآمرة (Juscogens). (ر. ك: الدكتور بهمن آقائي. ثقافة حقوق الإنسان، ص 16 و17). وفي اطار دعم النظرية الثانية يمكن ان نشير الى ان الكثير من مواد هذا الإعلان اصبحت اليوم جزءاً من مبادئ القوانين الأساسية والدستور في مختلف بلدان العالم ولاشك في واجب الدول في هذا الجانب، إضافة الى ذلك لقد صودق تقريباً على كافة الحقوق المذكورة في الإعلان اضافة الى الحقوق الأخرى في وثيقتين ملزمتين (الميثاق الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية) و(الميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية) المصادق عليها ولذلك يكون احترام مفادها من جانب البلدان الموقعة على هذين الميثاقين الزامياً. [8] ـ هذا النص يتطابق مع الترجمة الفارسية من جانب أمانة لجنة حقوق الإنسان الاسلامي (طهران). [9]- Unesco. [10]- The Islamic Education, Scientific and Cultural Organization (ISESCO). [11]- Patient's bill of rights. [12]- World Medical Assosiation (WMA). هذه المنظمة الدولية في الواقع تشكل اتحاداً للاتحادات الطبية الحرة في العالم اجمع وتنتمي اليه حالياً 70 دولة وتعتبر ممثلة لأطاء العالم وتلعب دوراً قوياً للمنظمات الدولية كالمجلس الاوروبي (CE) والمجلس الاجتماعي والاقتصادي لمنظمة الأمم المتحدة (ECOSOC) في الشؤون الطبية والصحية والدراسات البيئية الطبية (Bio Medical Reserch). [13] ـ العناوين للأقسام الستة لهذا المنشور كما يلي: مبادئ حقوق المريض ومنشور حقوق المريض من وجهة نظر اتحاد المستشفيات الاميركية وحقوق المرضى الراقدين في المصحات وحقوق المرضى النفسيين وحقوق الأطفال المرضى والمسؤوليات وحقوق المرضى في الأدوية. [14] ـ (INCO) هذه المؤسسة الدولية تشكل تنظيماً جاء بدعوة من وزيرة التراث الثقافي الكندية السيدة شيلا كابس قد أوجد في اجتماع اوتاوا بتاريخ 29/30 يونيو حزيران عام 1998 بمشاركة وزراء خارجية 20 بلداً (ارمينيا وباربادوس والبرازيل وكرواتيا وجمهورية الدومنيكان ومصر واليونان وايسلندا وايطاليا وساحل العاج والمكسيك وبولندا والمغرب والسنغال والسويد وجنوب افريقيا وسويسرا وترينيدا وتوباكو وتونس واوكرانيا وانجلترا) وذلك للتأكيد على ضرورة التنوع الثقافي والمدني وينتمي الى هذا الاتحاد او التنظيم حالياً اكثر من 60 دولة وعقد حتى الآن خمسة اجتماعات في كندا عام 1998 وفي اليونان عام 2000 وفي جنوب افريقا عام 2002 وفي كرواتيا عام 2003. [15] ـ Optija هي مدينة اصطيافية لها جواذب سياحية يعود تاريخها الى القرن 12 الميلادي وهي واقعة الى جانب الخط الحديدي الاوروبي بين فينا وزغرب وبودابست. [16] ـ العناوين للأقسام الخمسة لهذه المعاهدة ذات 13 مادة هي: الأهداف ومجال التعهدات العامة ودعم التنوع الثقافي والتدابير للمحافظة على التنوع الثقافي وفض الخلافات. [17] ـ بعض دلائل الحضور الضعيف لبلدان منظمة المؤتمر الاسلامي في هذا الجهد المهم والاجتماع المؤثر هي: أ ـ شاركت الجمهورية الاسلامية في الاجتماع السادس بصفة مراقب في حين كان يتوقع منها بعد الثورة الاسلامية وخصوصيتها الثقافية أن يكون لها حضور فاعل. ب ـ تشير القرارات التي أصدرها الاجتماع السادس الى عدم تقديم أية دولة من الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي طلباً للانتماء الى عضوية هذه المؤسسة حيث قدمت في هذا الاجتماع بلدان لوكسمبورغ والبرتغال ورومانيا وجمهورية جنوب افريقيا المركزية طلباتها للانتماء اليها وقد قبلت عضوية جميعها. في حين يستلزم العضوية في الشبكة الدولية الثقافية أن يكون البلد المقدم للانتماء عضواً في اليونسكو وأن يكون له وزيراً للثقافة يساوي وزير في مجلس الوزراء ولا تتعهد البلدان الأعضاء بدفع بدل العضوية وإنما تدفع فقط نفقات مشاركتها في الاجتماعات وفي فعاليات INCP. ج ـ من بين البلدان العشرين التي شاركت في اجتماع اوتاوا والذي اشير اليه قبل هذا كانت مصر وتونس فقط من البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي. د ـ رغم الترحيب العالمي الذي قوبل به اقتراح رئيس الجمهورية الايرانية بشأن الحوار بين الحضارات والذي يعتمد على قاعدة تنوع الثقافات واحترام معتقدات الآخرين وكان يتماشى ويتناسق مع أهداف هذه المؤسسة الدولية لم تستفد ايران ولا باقي اعضاء منظمة المؤتمر الاسلامي من هذا الموضوع للحضور الفاعل في INPC. [18] ـ لقد وصفوا الستراتيجية (Strategy) بأنها فن التحريك لتحقيق النصر، واقترحوا استخدام لفظ التحريك (راهبرد) لها في اللغة الفارسية ويستخدم هذا المصطلح للخطوط العريضة الطويلة الأمد نسبياً في المجالات العسكرية والاخلاقية والاقتصادية التي تنتهجها الدول. وهناك توضيح آخر يقول إن الستراتيجية هي فن للتخطيط وعلم تركيب ودمج العمليات والإدارات والمردود المختلفة للتوصل الى أهداف معينة وذلك من أجل اعداد كافة الإمكانات الإنسانية والعسكرية والمعنوية وكذلك الوسائل والعناصر والظروف نحو تحقيق أهداف معينة. وقد اعتبر الامبراطور الفرنسي نابليون بونابرت في أوائل القرن التاسع عشر الستراتيجية بأنها فن ادارة الحرب لبلوغ أهدافها. وفي عام 1963 وصف مؤسسة الدراسات العسكرية العليا للولايات المتحدة الاميركية الستراتيجية بأنها: فن استخدام وتوسيع القوة السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية لبلوغ اقصى حد من القوة الوطنية وخفض الاخفاقات وتقليل الاحتمالات غير المطلوبة عبر ادراكها بشكل مدروس. (ر. ك: نقد ورؤية لثقافة المصطلحات العلمية والاجتماعية، الدكتور محمد آراسته خو ـ الطبعة الثالثة: طهران، جابخش، 1381). [19]- http://www.bbc.co.uk/persian/news/story/11/23/2003.