بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على من أرسلته رحمة للعالمين، وختمت به رسالات المرسلين وهدايات النبيين، فأبان لجميع الخلائق مستقيم المحجة، وأقام على المعاندين واضح الحجة، وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وسلم ربنا عليه وعليهم الطيبين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وسلم ربنا عليه وعليهم سلامك الرضي، وبلغهم مقامات الرضوان المقام السامق العلي. بين عالمية الإسلام والعولمة المعاصرة منهجان ما عرفت البشرية في تاريخها الطويل مثيلا لهما، منهج نزل به الروح الأمين على قلب خاتم المرسلين ليكون للعالمين بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، ينظم بمبادئ واضحة وقواعد ثابتة، شؤون الإنسان وعلاقاته بالكون، وعلاقة الكون به، وعلاقاتهما بالخالق. عمره من يوم إيقاظه للبشرية أربعة عشرا قرنا وثلث قرن، هو الإسلام. ومنهج جديد انبثق من روح الحضارة المعاصرة بعد أن تقلبت في أطوارها حتى بلغت الحداثة، ثم أفضت إلى ما أطلق عليه، العولمة. يتفق المنهجان في نقطة هامة، هي أن العموم قاعدتهما، وأن كل واحد منهما يهدف إلى جمع البشر تحت رايته. ثم يسير كل واحد منهما بعد ذلك في خط مساره الذي يتميز به.