سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، أدعوك بدعاية الله، فإني رسول الله إلى الناس كافة لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين، أسلم تسلم …). وكتب إلى النجاشي، وجاء بعد الديباجة: (… وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتبعني، وتؤمن بالذي جاءني، فإني رسول الله، وإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت، فاقبلوا نصيحتي، والسلام على من اتبع الهدى).([122]) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث رسله إلى الأمم حوله في جزيرة العرب، يحملون كتبه، يدعونهم فيها إلى الإسلام، يطلب منهم قبوله، يبشرهم بأنهم إن أطاعوه فلهم الأجر في الآخرة، واستقرار ملكهم في الدنيا من غير إكراه ولا إجبار، فمنهم من استقبل رسله استقبال السفراء والضيوف، فبش في وجوههم، وردهم بالجوائز والهدايا، ومنهم من أخذته العزة بالإثم فردهم رداً شنيعاً، أو قتلهم، ومزق الكتب التي يحملونها. (كانت رسائله صلى الله عليه وسلم كلها تدعو إلى الخير، والرحمة، والسلم، والدعوة إلى ما يسمى اليوم بالتعايش السلمي على أساس من قبول دعوة الإسلام، أو الكف عنها، وعدم الحيلولة بينها وبين الناس، حتى إن ملك الروم أخذ الكتاب ووضعه في مسك تكريماً له، وأكرم الرسول، أما ملك الفرس الظالم فقد مزق الكتاب، فلما بلغ الخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: مزق الله ملكه، …).([123]) هذا النمط الرفيع من المكاتبات والمراسلات الذي قامت على أساسه الدعوة الإسلامية، وبنت عليه علاقاتها مع أمم الأرض، فأصبح منهجاً مميزاً لها، أصبح