احدهما: هداية المجتمع، وهو هدف اساسي واصيل لامحالة. وثانيهما: بسط العدل الإسلامي والحكم الإسلامي على اكبر منطقة ممكنة في البشرية أو قل على ذلك المجتمع الذي ذهب إليه المسلمون ايا كان. ومن المعلوم انه على تقدير انتصار المسلمين، فانّ الهداية محتملة الحصول، إلاّ انّ بسط العدل اكيد الحصول سواء دخلوا في الإسلام عن قناعة أو دخلوا عن اكراه أو لم يدخلوا فيه اطلاقاً، وسينبسط العدل عليهم بمقدار مايناسب حالهم من الأحكام الشرعية، وهذا هو الهدف الاهم الاستراتيجي بطبيعة الحال. أخلاقية القتال وإنسانية التعامل الإسلام دين الرحمة والرأفة والسماحة؛ يهدف إلى هداية الناس أجمعين وانقاذهم من جميع ألوان الاضطهاد والعبودية ومن الانحراف والانحطاط، ويهدف إلى إقامة الحق والعدل، ولهذا فلا يقاتل حقداً أو عدواناً حتى على المعتدين، وهذا واضح من خلال التأكيد على اشاعة قيم العفو والرحمة في ميادين القتال، وتتجسد أخلاقية القتال في المظاهر التالية: 1ـ حرمة القتال قبل القاء الحجة مهما كانت دوافع وأسباب القتال فهو محرم قبل إلقاء الحجة على أعداء الإسلام، فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك قائلاً:(يا علي لا تقاتل أحداً حتى تدعوه إلى الإسلام وأيم الله لأن يهدي الله عز وجل على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت).([514]) وحرمة القتال قبل الدعوة موضع اتفاق بين فقهاء المسلمين شيعة وسنة، نكتفي بذكر فتاوى بعض منهم.