الآية تحريض للمؤمنين وتهييج لهم على قتال المشركين ببيان ما أجرموا به في جنب الله وخانوا به الحق والحقيقة، وعدّ خطاياهم وطغيانهم من نكث الايمان والهمّ باخراج الرسول والبدء بالقتال اول مرة([503]). وفي تفسير أكثر تفصيلاً: أي قاتلوا هؤلاء المشركين لأسباب ثلاثة: 1 ـ انهم نكثوا الأيمان التي حلفوها لتأكيد عهدهم الذي عقدوه مع النبي(صلى الله عليه وآله)وأصحابه على ترك القتال عشر سنين يأمن فيها الفريقان على أنفسهم، ويكونون فيها احراراً في دينهم، لكنهم لم يلبثوا أن ظاهروا حلفاءهم بني بكر على خزاعة حلفاء النبي(صلى الله عليه وآله)... وكان هذا من أفظع أنواع الغدر. 2 ـ إنهم هموا باخراج الرسول(صلى الله عليه وآله) من وطنه أو حبسه حتى لايبلغ رسالته، أو قتله بأيدي عصبة من بطون قريش ليتفرق دمه في القبائل. 3 ـ إنهم بدءوا بقتال المؤمنين في بدر حين قالوا: بعد العلم بنجاة غِيرهم: لاننصرف حتى نستأصل محمداً وأصحابه ونقيم في بدر أياماً نشرب الخمر وتعزف على رؤوسنا القيان، وكذا في أحد والخندق وغيرهما([504]). رابعاً: حماية العقيدة ورد العدوان المحتمل الوقوع (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فان انتهوا فلا عدوان إلاّ على الظالمين)([505]). أيّ: وقاتلوهم حتى لاتكون لهم قوة يفتنوكم بها في دينكم، ويؤذونكم في سبيله، ويمنعونكم من إظهاره والدعوة إليه... ويكون دين كل شخص خالصاً لله لا أثر لخشية غيره فيه، فلا يفتن بصده عنه ولايؤذى فيه، ولا يحتاج فيه إلى مداهنة ومحاباة، أو استخفاء ومداراة([506]).