بسم الله الرحمن الرحيم اصالة السلام واستثنائية القتال الإسلام دين الرحمة والمسامحة والعفو، دين التآلف والوئام والتعاون، دين السلام والأمان، وهي الاسس الثابتة التي يتعامل بها مع غيره من العقائد والوجودات، فالاصل هو السلام، وامّا القتال فهو أمر طارىء فرضته الظروف والتحديات لذا فان الإسلام ينتهز اقرب الفرص للعودة إلى الأصل. قال الله تعالى:(وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله...)([493]). والإسلام لم يرغب في القتال ولم يشجع عليه لذاته، ولهذا كان رسول الله(صلى الله عليه وآله)ينهى عن تمني لقاء العدو، فيقول:(لا تتمنوا لقاء العدو، فإذا لقيتموه فاصبروا)([494]). والإسلام لم يشرع القتال رغبة فيه، ولم يشرعه للسيطرة على الاراضي والسكان ولاطلباً للغنيمة، ولم يكن قتال المسلمين من أجل مجد شخصي أو قومي أو طبقي، وإنّما لإعلاء كلمة الله تعالى ودفاعاً عن المفاهيم والقيم النبيلة والتي يحاول اعداؤه تعطيلها والغائها، وردعاً للعدوان الواقعي أو المحتمل الوقوع. ولو نظرنا إلى الواقع نظرة واقعية وجدنا ان جميع معارك الإسلام كانت معارك دفاعية لرد عدوان واقعي أو محتمل الوقوع وخصوصاً في صدر الإسلام، وفيما يلي نستعرض دوافع القتال واهدافه القريبة والبعيدة كما جاء في القرآن الكريم والسنة الشريفة.