المعول برقة، فسأل سلمان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أما الأولى فإنّ الله فتح عليّ بها اليمن، واما الثانية فإن الله فتح عليّ بها الشام والمغرب، وأما الثالثة فإنّ الله فتح عليّ بها المشرق.([485]) وفي تلك الظروف اشتد الخوف ونجم النفاق حتى قال أحد المنافقين: كان محمد يعدنا ان نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط.([486]) وكان صلى الله عليه وآله وسلم في أغلب المواضيع والمواقف يعلن عن العالمية لتتجذر في العقول والقلوب، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم:(وبعثت إلى كل أحمر وأسود).([487]) وعن أبيّ بن كعب قال: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:(بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصرة والتمكين في الأرض).([488]) وتتجلى العالمية في مجالها التطبيقي الأوسع والأمثل في عهد ظهور الامام المهدي(عج) وكما جاء في بشرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من تملكه الأرض وتحكيم المنهج الإلهي فيها. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:(ملك الأرض اربعة: مؤمنان وكافران، فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان، والكافران نمورد وبخت نصر وسيملكها خامس من أهل بيتي).([489]) وقال صلى الله عليه وآله وسلم:(والذي بعثني بالحق بشيراً لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي … ويبلغ سلطان المشرق والمغرب).([490]) وقال صلى الله عليه وآله وسلم:(يبايع له الناس عند الركن والمقام يرد الله به الدين ويفتح له الفتوح، فلا يبقى على وجه الأرض إلاّ من يقول: لا إله إلاّ الله).([491]) وكانت العالمية هدفاً لحركة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولحركة الدولة الإسلامية منذ تأسيسها في بداية الهجرة، وتمثلت بمجموعة من الممارسات والمواقف ومنها: