والعالمية، والجدة، بحيث يكون من يرفضه ضد النظام، وضد العالم، ومتخلف لأنه يكره هذا الذي يوصف بأنه جديد. بذات الاستخدام يتم تغطية فرض النموذج الواحد الليبرالي الاميركي، ليكون(الكل العالمي)، أو ما اطلق عليه(العولمة). ولأننا بصدد تناول جذور وتاريخ هذه السياسة الليبرالية(الانجلوسكسونية)، فإن ما تحاول المؤسسات الاميركية الاعلامية والسياسية والاقتصادية بل والفكرية والتعليمية ان تقدمه ليس سوى المشروع الانجلوسكسوني منذ بداياته، أي منذ مفكريه الأول، من امثال فرانسيس بيكون، وجون لوك، مروراً بمالثوس، ولامارك، ودارون، واسبنسر، حتى التوظيف الشنيع لما يسمى بنظرية الارتباط الشرطي للعالم الروسي(بافلوف)، والتي أسست عليه ما يعرف بالنظرية السكسونية التي يعتبر الاميركي(جون واطسون)، من ابرز مؤسسيها واقطابها، بل ان التوظيف الانتهازي(البراغماتي) جر إلى توظيف افكار مدارس فكرية مثل حلقة(فيينا)، وما عرف بالوضعية المنطقية، والتي من اهم اقطابها الانجليزي بر تراند راسل، وهو التوظيف الذي يتم حالياً للمدرسة(البنيوية)، ومدرسة التفكيك، التي تكرس المذهب الوضعي في اطار اللسانيات، والدراسات الصوتية. إن أهم ما يميز الفلسفة الليبرالية التي تقدم نفسها الآن في شكلها الجديد من خلال ما يسمى بالعولمة، إنها خلاف ما يبدو ومن خلال الترجمات التي قرض لها، فالليبرالية ليست الحرية، انها مدرسة الجبر الفيزيقي، أي ان اتباعها يؤمنون بالفيزوقراطية، باعتبار ان الإنسان مخلوق فيزيقي شأنه شأن كل المخلوقات الفزيقية خاضع، كما اشرت، للجبر الفيزيقي.