لم تجر على مجتمعاتنا، لذا فإن بإمكاننا أن ندرس ما جرى في إطار الحداثة للاستفادة مما أصاب تلك المجتمعات، وما طرحته من أسئلة، وما تعانيه من أزمات، لا على قاعدة إسقاطها عشوائياً على مجتمعاتنا في العالم الإسلامي، والتي تختلف في همومها وشؤونها عمّا في الغرب، فالمقارنة هنا غير صالحة، لأنّها ليست مقارنة بين طرفين يشتركان في طبيعة واحدة، وهذا أمرٌ مختلف عن الاستفادة الكاملة من العلوم التجريبية، التي لا تحمل طابعاً فكرياً أو توجيهياً للإنسان، وإنّما هي استكشاف لقواعد المادة من غير ربط بالمبدأ والمنطلقات، أو بمسار وحياة البشر.