بسم الله الرحمن الرحيم مكانة العقل أعطى الإسلام مكانة خاصة للعقل، واعتبره طريقاً للاعتقاد السليم، وأكّد على مسؤولية الفرد في الوصول إلى الإيمان من دون تقليد للآباء، وذلك بالتفكر في خلق الله وبعث الأنبياء وحقيقة المعاد وأهداف خلق الإنسان في الحياة الدنيا…، وحثّت الآيات القرآنية على النظر والتأمل فيما خلق الله تعالى حيث تكون النتيجة إيماناً والتزاماً مع كل عاقل سلك طريق التفكُّر السليم، من دون حجب أو جهل أو مقدمات خاطئة. قال تعالى: "إنّ في خلْق السّموات والأرْض واخْتلاف اللّيْل والنّهار والْفُلْك الّتي تجْري في الْبحْر بما ينْفعُ النّاس وما أنْزل اللهُ من السّماء منْ ماءٍ فأحْيا به الأرْض بعْد موْتها وبثّ فيها منْ كُلّ دابّةٍ وتصْريف الرّياح والسّحاب الْمُسخّر بيْن السّماء والأرْض لآياتٍ لقوْمٍ يعْقلُون"([275]). بل تزيد الآيات الكونية المؤمنين إيماناً واطمئناناً وتوصلهم إلى درجة اليقين: "إنّ في السّموات والأرْض لاياتٍ للْمُؤْمنين(3) وفي خلْقكُمْ وما يبُثُّ منْ دابّةٍ آياتٌ لقوْمٍ يُوقنُون(4) واخْتلاف اللّيْل والنّهار وما أنْزل اللهُ من السّماء منْ رزْقٍ فأحْيا به الأرْض بعْد موْتها وتصْريف الرّياح آياتٌ لقوْمٍ يعْقلُون(5) تلْك آياتُ الله نتْلُوها عليْك بالْحقّ فبأيّ حديثٍ بعْد الله وآياته يُؤْمنُون"([276]). فإذا جحد البعض وانحرف عن الإيمان بالله تعالى، فلعمىً في بصيرته، وخللٍ في طريقة تفكيره ومقدماتها، لأن الأمور بيّنة وواضحة، ولا حجة للجاحد إلاّ