بسم الله الرحمن الرحيم ليس أنسب من انعقاد المؤتمر السادس عشر للوحدة الإسلامية للتبصير بأهمية التسامح في تيسير تخطّي الفوارق والحدود بين المذاهب التي لا تعدو، في أصح تعريفاتها، أن تكون مدارس فكرية غذّتها اجتهادات الفقهاء الاعلام، وأفهامهم المؤسسة على ما استقام لهم بلوغه من مراتب وعي المبادئ والحقائق الإسلامية كما هي مبيّنة في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة. ولقد آن للمستنيرين من علماء المسلمين أن يولوا موضوع التقريب والوصل بين هذه المذاهب كامل الأهمية التي تؤكدها حاجة المسلمين اليوم إلى الانشغال بأمهات المسائل التي ترتهن بحلها صيرورة مجتمعاتهم، مثل التوفيق الرشيد اللازم بين مبادئ الإسلام الحنيف وقيمه من ناحية، ومقتضيات الإنخراط في الحداثة، والمشاركة في ضمان إنسانيتها من ناحية أخرى، وإصلاح نظم التربية والتكوين على النحو الذي ييسر توطين المعرفة العلمية، والمشاركة في انتاجها، ويضمن تعزيز الثقة بالذات، واخصاب الحوار بين الثقافات والحضارات. وفي واقع هذه المجتمعات ما يبيّن أن منزلة الضعف والتبعية التي تجمعها تمثل خلاصة النتائج المترتبة عن الانشغال عن هذه المسائل الموضوعية بأخرى، وهمية، تراكمت، وتوالدت حتى طغت على الضمير الجماعي، وظن أنها اكبر القضايا، وأولاها بالإهتمام. ومسألة الاختلاف بين السنة والشيعة، وبين المذاهب السنية، والمذاهب الشيعية بلغت من قوة الهيمنة على التفكير الإسلامي مبلغاً كبيراً لافتاً يتبدّى، بالخصوص،في