ثالثاً التعاون الصادق لقد قرر القرآن أننا أمة واحدة، وأن رابطة المؤمن بغيره هي رابطة الأخوة، ولا أريد أن أسرد الأدلة فهي معلومة، ضروري معرفتها من أعداء الإسلام وخصومه فضلا عن معتنقيه. أنا لا أدعو إلى أن تكون الأمة الإسلامية دولة وعلما واحدا على تباعد أقطارها، واختلاف أوطانها وثقافاتها ولغاتها. فهذا أمر خيالي وتصور بعيد أن يبرز إلى التطبيق الواقعي. والإسلام دين واقعي منهجيا وفلسفيا. ولكن أقول إن واجب الحكومات والقيادات في العالم الإسلامي أن يكون من ثوابتها التي لا تقبل الاجتهاد ولا التأويل ولا الاسترخاص، أن تكون علاقة كل شعب ببقية الشعوب علاقة تكامل في جميع الميادين الاقتصادية والعلمية والثقافية والعسكرية والدفاعية. يد على من سواهم. حذرنا الله من النزاع فقال:(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)([180]) ذهبت ريحنا وتمزقنا ومضى علينا قرون من التناحر والتصادم والدعوى الجاهلية(العرقية) فابتلعنا أعداؤنا وأذلونا وانتقصت بلاد العالم الإسلامي من أطرافها، وأصاب في عصرنا السرطان الخبيث قلبها في فلسطين. إن عالمية الإسلام تقتضي منا أن يضع أهل الذكر حكماء العالم الإسلامي ميثاقا لعلاقة شعوب العالم الإسلامي يدرس في جميع مراحل التعليم، ويقرر كبنود في مقدمة الدساتير، وتخصص له الندوات الفكرية، ويقسم كل ولي أمر على احترامه أمام شعبه وأمام العالم. وينتخب مجلس تمثل فيه جميع دوله يقولم على حراسة تطبيقه.