الإسلامية أية قدسية وتعتبر أن سبيل سعادة المسلمين يتمثل في اتباع الحضارة والثقافة الغربية. لقد قاد هذا الموضوع بحد ذاته إلى بروز الخلافات وبث الفرقة بين علماء الإسلام حتى راح بعض منهم يرمي الآخرين بالكفر والمروق عن الإسلام أو يتهمه بالتحجر والتخلف، الأمر الذي جعل العالم الإسلامي يصاب بالحيرة والخلاف في كيفية التعاطي مع الحضارة الجديدة، وحرم الأمة الإسلامية من التوصل إلى موقف موحد ومتناسق بحيث يمكن الإستفادة بالصورة السليمة من المواهب الإنسانية المتطورة إلى جانب الحفاظ على الثوابت الإسلامية وتحقيق الكرامة والعزة والإقتدار الإسلامي على الصعيد الدولي. من هنا عمد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية إلى إثارة هذا الموضوع خلال المؤتمر الدولي الخامس عشر للوحدة الإسلامية بهدف التقريب بين وجهات النظر والاستفادة من الجهود والمساعي العلمية للمفكرين الإسلاميين وتقديم حلول ناجعة وشاملة منبثقة من الاجتهاد الصحيح القائم على الثوابت والمصادر الدينية، وليكون المجمع بذلك قد خطى نحو الأمام من أجل حل هذا الموضوع المعقد ومهد لحصول تناغم بين مفكري العالم الإسلامي، وذلك على أمل أن تنجح الأمة الإسلامية عبر تفعيل التناغم في انتخاب مشروع شامل والاستفادة من التقدم البشري بصيغته السليمة واستثمار كافة الوسائل والقيم والمبادئ الدينية في كافة مجالات الحياة وصولاً إلى استعادة عزها وعظمتها المضيعة. كما أنه لا يخفى على كل ذي لب أن النصوص الإسلامية لا تمتاز بمقومات البقاء والخلود أو أن عنصر الاجتهاد الحيوي والمتطور يضمن تلبية متطلبات واحتياجات المجتمع الإسلامي المتغيرة فحسب، بـل إن الإسلام بحد ذاته يشجع على استثمار كافة مكاسب الحضارة البشرية من أجل الحفاظ على كرامة الإنسان وسمو الإنسانية وتأمين العدالة الحقيقية والسلام الواقعي. " الحكمة ضالة المؤمن، أينما وجدها أخذها ". هنا مجموعة مؤلفة من أربعة كتب (كتابان باللغة الفارسية وآخران باللغة العربية)؛ هي عبارة عن مجموعة من مقالات المؤتمر الدولي الخامس عشر للوحدة الإسلامية ونتاجات جمع من علماء العالم الإسلامي يتم نشرها بهدف استفادة الراغبين والمتابعين لهذه البحوث.