الخبيثة للنيل من هذه الجامعات الإسلامية العريقة والتي تعد من قلاع الثقافة الإسلامية بهدف القضاء عليها. ودأب الاستعمار على عزل العلماء عن أمتهم وفصل الحوزات العلمية والحلقات الدراسية عن الجامعات. ولكن وعي العلماء ويقظتهم وتصديهم لمخططات الاستعمار حالت وأحبطت مخططات الاستعمار واحتفظت الحوزات العلمية والجامعات بكيانها الإسلامي مؤدية رسالتها المقدسة. فالتحرك والتلاؤم والتقارب بين الجامعات الإسلامية والحوزات العلمية الذي نراه ونحس به في الوقت الحاضر هو من بركات أولئك العلماء الأجلاء المجاهدين الذين بذلوا جهدهم وحياتهم في سبيل نصرة دين الله وإعلاء كلمته والحفاظ على وحدة الأُمة الإسلامية. تحديات أعداء الإسلام إن عالمنا المعاصر هو عصر التكتلات، كثرت فيه الأفكار الخبيثة والمبادئ الهدامة وتتصارع فيه الحضارات فهو عصر الانحلال الخلقي ومحاربة القيم. وقد اتحد فيه أعداء الإسلام على الباطل، وبلغت محاربتهم للقرآن الكريم وسنة الرسول (صلى الله عليه وسلم وعلى آله) ذروتها، حيث قاموا بتوظيف كل مقدراتهم من الثروات ووسائل الإعلام المتطورة ودأب مفكريهم بالتهجم على كتاب الله وتأويل مفاهيمه حسب أهوائهم وإظهاره بمظهر غير لائق وتطاولوا وتمادوا في طغيانهم وطالبوا بعدم تدريس القرآن الكريم. كما تطاولت أقلامهم وواصلت الطعن على الرسول الأعظم (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله). نادوا بالعلمانية التي هي إحدى أوجه الإلحاد فكان هدفهم في ذلك إزالة العنصر الديني والقيم الأخلاقية في نفوس المسلمين وجرهم إلى هاوية الإلحاد والفساد. ولم يفلحوا في مسعاهم الخبيثة بفضل الله عزوجل وحفظه لأمة التوحيد، وبفضل يقظة علمائنا الأبرار المخلصين وتوعيتهم لجمهور