عليه من عند الله من الآيات البينات في مسجده يرشد وينصح ويوجه ويدعوا إلى الخير ويغرس بذور الإيمان والعلوم القرآنية في نفوس المسلمين. وكانت المدينة المنورة وبالذات مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بعد انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى العاصمة الأولى ومركز الإشعاع للعلوم القرآنية. تربى وتعلم فيها الفقهاء من التابعين على أيدي الرعيل الأول من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله أمثال الإمام علي عليه السلام خريج مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم والذي قال عنه الرسول (صلى الله عليه وسلم): (أنا مدينة العلم وعلي بابها). وكذلك عبد الله بن عباس وسلمان الفارسي وأبي ذر الغفار وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم الذين تعلموا على أيدي الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله وعلموا الأُمة من بعده. وكانت مهمة هذه النخبة الرائدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله، وعلى رأسها بحر العلوم وكنزها الإمام علي (عليه السلام) تقوم بتنمية حفظ مضامين القرآن الكريم وسنة الرسول وصيانة الشريعة السمحاء وحفظها من التشويه والتزوير، ونقلها إلى الأجيال بأمانة وإخلاص. وتحمل هذه الأمانة الأئمة من أهل البيت سلام الله عليهم وأرسوا قواعد التعليم ونقلوا مفاهيم الإسلام وحافظوا على الشريعة السمحاء وكانوا بذلك القدوة الحسنة للعلماء الذين تحملوا الأمانة من بعدهم وجعلوا مهمتهم صيانة الدين من التحريف والتزوير ونشروا تعاليم الإسلام الصحيحة بين ربوع المسلمين. فجزاهم الله عن الإسلام خيرا. وجاء تأسيس الحوزات العلمية والمراكز العلمية مع الاحتفاظ بدور المساجد في توعية وتفهيم المسلمين على أيدي العلماء المخلصين الذين تحملوا الأمانة وكرسوا حياتهم لخدمة الدين مهتدين بهدي كتاب الله المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد