بسم الله الرحمن الرحيم تمهيد (ولولا نفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون). التوبة/ 122. هذه الآية الكريمة من سورة التوبة هي الأساس للمؤسسة الدينية التعليمية، وهي تحض المؤمنين أن تنفر من كل فرقة منهم طائفة للتفقّه في الدين، لينهضوا بدور الانذار والتبشير والتثقيف إذا رجعوا اليهم. وإذا كان التفقّه في الدين في عصر الوحي يتمّ في فترة زمنية قصيرة فإن التفقه في الدين يحتاج اليوم إلى زمن طويل وجهد كبير، ودراسة منظمة؛ وذلك للتعقيد الحاصل في الظروف الاجتماعية والاقتصادية والادارية والقانونية لحياة الناس، وهذا التعقيد يتطلّب جهداً اكبر للاجابة على مسائل الناس الفقهية. هذا من جانب، ومن جانب آخر للتطور الحاصل خلال هذه العصور، في آلية الاجتهاد والفقاهة، والتي تمكّن الفقيه من تغطية مساحات واسعة من حياة الناس فقهيّاً. ومن جانب ثالث تزايد الحاجة إلى الثقافة الإسلامية نتيجة التعقيدات الحاصلة في الساحة الثقافية، وتتطلب هذه الحاجة من طالب العلم جهداً أكبر ليتمكن من تثقيف الناس بثقافة الوحي، وإزالة الشبهة والشكوك عن ثقافة الوحي.