والتابعي ويعمل بالإجماع والقياس ويعتد بالمصالح المرسلة ولا يقرّ الاستحسان ولا يأخذ به. من أهم كتب المذهب عند الشافعية (الأم) و(الرسالة). وجاء من بعده الإمام صاحب (المسند). وأصول الاستنباط عنده، كما قال ابن القيم: الكتاب والسنة، وفتاوى الصحابة إن لم يُعلم عنهم خلاف فيها، والحديث الضعيف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه كما اعتمد القياس عند الضرورة بجانب النص، وأخذ أيضاً بقول الصحابي وبالمرسل. ووافانا الإمام أبو عبدالله جعفر الصادق أكبر أئمة الشيعة الإمامية الأثني عشرية. فكانت له اجتهادات ومنهج خاص في الأُصول والفقه، وكانت في مذهبه مدوّنات وكتب ومراجع هامة، في مقدمتها (الكافي) للكليني، و(من لا يحضره الفقهيه) لابن بابويه القمي، وموسوعات ضخمة كبحار الأنوار للمجلسي. أما مصادر الفقه لديهم فهي القرآن الكريم أولاً، والسنة النبوية المطهّرة. وهي أوامر المعصوم ونواهيه وأفعاله وأقواله وتقريراته. يشمل ذلك ما صدر عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن الأئمة المعصومين أيضاً، ويأخذون بالإجماع متى كشف عن رأي الإمام المعصوم، ويثوبون إلى العقل الذي حكّموه وجعلوه من أهم مصادرهم خصوصاً إذا فقد الإجماع. وكان الإمام زيد من الشيعة، عاصر أبا حنيفة وابن أبي ليلى، وكان يجمع في فقهه بين مدرستي أهل الرأي وأهل الحديث. وكانت الزيدية مرتبطة بالمعتزلة. وتأثر الفقه الزيدي بالحركة الاجتهادية الواسعة. ومزجوا فيه بين المذاهب الإسلامية، وعملوا بما يتفق منها مع أُصول مذهبهم، ومن أهم مصنفاتهم (البحر الزخار) لابن المرتضى. وظهرت الخوارج. وهي فرقة سياسية. وآخر من يمثّلها الإباضية أتباع عبد الله بن إباض. لهم أُصول عقدية، وفقه خاص، وأدب متميز، وتراث