بسم الله الرحمن الرحيم التجديد بين المؤيدين والمعارضين أصبحت لفظة التجديد من الكلمات المألوفة والمكررة، فالبعض يؤيد التجديد ويدعو إليه ويجد فيه الأمل لنهضة فكرية، تعتمد على إعادة الحياة لفكرنا الإسلامي لكي يكون في حركته مواكبا لحركة المجتمع ومعبرا عن قضاياه المعاصرة، والبعض الآخر يجد في الدعوة إلى التجديد طريقا إلى تحديث الفكر والابتعاد به عن مصادره الإسلامية، والتحكم في مسيرته وفقا لمتطلبات مستحدثة تناقض الثوابت الإسلامية. وابتعدت كل من الضفتين عن الأخرى وتوقف الحوار بينهما، وأصبح كل فريق يتهم الآخر بما يشوه مقاصده ويسيء لمكانته واقترنت كلمة الأصالة بالدعوة إلى الجمود وتكوين فكر تراثي لا يقبل أي إضافة إليه، واقترنت كلمة المعاصرة بالتفريط بكل قديم، والنظر إلى الموروث نظرة سلبية، والدعوة إلى هجره وإقصائه والتخلي عنه. ومن المؤسف أن كلاً من الطرفين لا يعرف ما يريده الآخر، ولم يفتح قلبه لسماع ما يؤمن به ذلك الآخر وما يدعو إليه، وهذا هو سبب الخلاف والتباعد، ولو أقيمت مجالس للحوار الجاد بين رموز المدرستين من العلماء والمفكرين، واستعد كل فريق لسماع ما يريده الفريق الآخر وما يدعو إليه بقلب صادق وإخلاص حقيقي ورغبة جادة في تفهم وجهة النظر الأخرى، واستعداد نفسي للاحتكام للحق والانصياع له، لاكتشف كل فريق أن الفجوة بين المدرستين ليست واسعة، وان كل فريق يبحث