وقد ازدادت الدعوة لقراءة النصوص الإسلامية وفق متغيرات الزمان والمكان في القرن الماضى وخصوصاً في العقود المتأخرة منه، ومن دعاة هذه القراءة مجموعة من فقهاء ومفكرى الامة الإسلامية، ومنهم: الامام الخميني والشهيد محمد باقر الصدر والشهيد محمد صادق الصدر وهبة الدين الشهرستاني والشهيد مرتضي المطهري والشيخ محمد رضا المظفر والسيد محمد حسين الطباطبائي والشهيد محمد الحسيني البهشتي والسيد محسن الامين العاملي والشهيد حسن البنا، والشهيد سيد قطب وآخرون. يقول القرافي: (انّ العادتين متي كانتا في بلدين ليستا سواء، فانّ حكمهما ليس سواء).(59) ويقول أيضاً: (تراعي الفتاوي على طول الأيام، مهما تجدد في العرف اعتبره، ومهما سقط أسقطه، ولا تحمل على المنقول في الكتب طول عمرك، بل إذا جاءك رجل من غير اقليمك يستفتيك فلا تجبه على عرف بلدك، واسأله عن عرف بلده، وأجر عليه وافته به، دون عرف بلدك، والمقرر في كتابك، فهذا هو الحق الواضح. والجرى على المنقولات أبداً ضلال في الدين وجهل بمقاصد علماء المسلمين والسلف الماضين).(60) وتغير الفتوي حسب تغير الازمنة والأمكنة والأحوال أمر مقرر لدى العلماء، وليس هو تغييراً في أحكام الشريعة ونصوصها؛ لأنّ المراد أنّ الشارع أحال في تطبيق هذه الاحكام إلى العوائد، وهو راجع إلى فهم مراد الإنسان وقصده أيضاً، ولذلك أوجب العلماء على المفتين إذا جاءهم مستفت من غير بلادهم إلا يفتوه بما يفتون به أهل البلد.(61) وفى هذا الموضوع أرى من الأفضل التطرق إلى آراء الامام الخمينى لأنه من كبار الفقهاء، ومن الذين تحمّلوا مسؤولية تطبيق الشريعة في الواقع، حيث كان فقيهاً حركياً استطاع إخراج الإسلام من بطون الكتب ومن داخل المساجد، واعاده إلى