بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله الأطهار وصحبه الإبرار. قال سبحانه وتعالى: (إنّ هذه أمتكم أمّة واحدة وأنا ربكم فاعبدون).(1) الأمة الإسلامية امة واحدة؛ تجتمع حول عقيدة واحدة، ومنهج واحد، ومصالح واحدة، ومصير واحد، وتواجه عدواً واحداً وحّد صفوفه وطاقاته للقضاء عليها عقيدة وقيادة ووجوداً. والمذاهب الإسلامية ما هي إلا مظهر من مظاهر الاجتهاد في فهم الإسلام وفهم المفاهيم والقيم الإسلامية؛ وهى تلتقي في الأفق الواسع الذي يجمعها في محاور مشتركة. والمذاهب الإسلامية بفقهائها وعلمائها وقادتها ومبلغيها مطالبة بإعادة النظر في مسألة الاجتهاد من حيث فتح باب البحث والتحقيق بما يناسب وتطورات المرحلة الراهنة، لكي تحقق هدفها بأفضل الوسائل والطرق الموصلة؛ في هداية الإنسان وتحريره من جميع ألوان الانحراف في فكره وسلوكه، وتحريره من ضلال الأوهام وظلمة الخرافات، وتحريره من الانسياق وراء الشهوات والمطامع، وتحرير سلوكه من الانحراف؛ بتهيئة العقول والقلوب للتلقي والاستجابة للمنهج الإلهي المرسوم، واستتباعها بالعمل الايجابي – وفق المفاهيم والقيم الإلهية الثابتة – الذي يترجم الآراء والنصوص إلى مشاعر وأعمال وممارسات متجسدة في الواقع، لكي يكون