(97) وفي مجال ما، ولكن أن يكون الامتحان في مختلف المجالات، ويتكرّر باستمرار، سواء بالنسبة لكلّ واحد من الأئمّة أو بالنسبة لجميع الأئمّة، صغارهم وكبارهم، فهو ما لا يمكن أن يكون صدفة أبداً، خصوصاً إذا لاحظنا أنّهم كانوا مصحرين بآرائهم ومرجعيتهم. الإنتاج العلمي لأهل البيت (عليهم السلام) : ترك أهل البيت (عليهم السلام) للأُمّة إنتاجاً علمياً ضخماً، استثمرته في ماضيها، وستبقى تنتفع به في حاضرها ومستقبلها; فهذا الإنتاج لم يكن لزمانه وحسب، بل هو خالد على مرّ العصور. وتمثّل إنتاج أهل البيت في أحاديثهم وخطبهم وكتاباتهم ودروسهم، وما تضمّنته من مناهج وقواعد وتعليمات وعلوم، فضلا عن الجامعات العلمية التي أسّسوها، والطاقات العلمية التي ربّوها ورعوها وغذّوها بالعلم والمعرفة. فعلى مستوى التأليف والتصنيف، الإمام عليّ (عليه السلام) نقطة الانطلاق في تاريخ الإسلام، وكانت أُولى أعماله جمع القرآن الكريم مرتّباً حسب النزول، وبيّن أسباب نزول آياته، عامّها وخاصّها، مطلقها ومقيّدها، محكمها ومتشابهها، ناسخها ومنسوخها، عزائمها ورخصها، وسُننها وآدابها. حتّى أنّ ابن سيرين قال: لو أصبت ذلك الكتاب لكان فيه العلم(1). وروى أبو نعيم عن الإمام علي (عليه السلام) قوله في هذا المجال: «لمّا قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقسمت أن لا أضع ردائي عن ظهري حتّى أجمع ما بين اللوحين، فما وضعت ردائي عن ظهري حتّى جمعت القرآن»(2). ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر: المراجعات للسيّد عبد الحسين شرف الدين، المراجعة 110. 2 ـ حلية الأولياء، ج 1 ص 67.