(96) عالماً كان المحرِم أو جاهلا؟ قتله عمداً أو خطأً؟ حرّاً كان المحرم أو عبداً؟ صغيراً كان أو كبيراً؟ مبتدئاً بالقتل أو معيداً؟ من ذوات الطير كان أم من غيرها؟ من صغار الصيد أم من كباره؟ مصرّاً على ما فعل أو نادماً؟ في الليل كان قتله للصيد أم بالنهار؟ محرِماً كان بالعمرة إذ قتله أو بالحجّ كان محرماً؟». فتحيّر يحيى بن أكثم وعجز عن مجاراة الإمام. حينها طلب المأمون من الإمام الجواد أن يفصّل أحكام كلّ تشقيق من التشقيقات التي وضعها الإمام للسؤال. فأجاب عليها الإمام الجواد بالتفصيل واحدة تلو الأُخرى. ممّا اسقط في يد يحيى وبطانة المأمون ما كانوا يضمرونه للإمام الجواد (ابن السنوات التسع فقط)(1). ولعلّ هذه المناظرة وما أسفر عنها من نتائج تكفي وحدها للدلالة على أهمّية أُسلوب المناظرات وفاعليته في الكشف عن مرجعية أهل البيت، دون أن يؤثّر في ذلك سنّ أو زمان أو مكان؟ فلا يمكن أن يكون النجاح الدائم والمطلق في المناظرات ـ التي كان كثير منها يأخذ طابع الامتحان ـ مجرّد صدفة، فالصدفة هنا مستحيلة ـ كما يقول أحد الفقهاء(2) ـ; لأنّها ممكنة في حدود امتحان ما لشخص ما ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر: الصواعق المحرقة، ص 204، الاحتجاج، ص 444 وغيرهما. 2 ـ السيّد محمّد تقي الحكيم في الأُصول العامّة للفقه المقارن، ص 184.