(95) الصادق (عليه السلام) بالزنديق إلى الإيمان ودخول الإسلام(1). وللإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) حوار معروف ومطوّل، وثّقه كثير من المؤرّخين، مع علماء ومتكلّمي النصارى واليهود والصابئة والمجوس، إذ جمعهم الفضل بأمر من الخليفة المأمون، وطلب منهم أن يتناظروا أمامه، وكانت النتيجة أن أسلم كثير من هؤلاء العلماء والمتكلّمين على يد الإمام الرضا (عليه السلام)(2). وقد استمرّ المأمون ـ بعد انتهاء المناظرة ـ في طرح أسئلته على الإمام الرضا (عليه السلام) في مختلف العلوم(3)، فكان المأمون يزداد بعد كلّ جواب دهشة وذهولا من مستوى علم الإمام، وهي دهشة كانت مشوبة بالخوف من هذا الرجل الذي قد يشكّل إجماع الناس عليه خطراً على الدولة العبّاسية. أمّا المناظرة الأكثر إثارة ودهشة، فهي مناظرة الإمام محمّد بن علي الجواد (عليه السلام) مع يحيى بن أكثم (قاضي القضاة في عهد المأمون)، وكان الإمام الجواد حينها دون التاسعة من عمره، وكانت هذه المناظرة عبارة عن رهان بين المأمون وبطانته حول علم الإمام الجواد، وهي في الواقع امتحان أرادوا إحراج الإمام الجواد فيه مستغلّين صغر سنّه(4)، وحين اكتمل المجلس بحضور المأمون وعدد كبير من قادة الدولة والعلماء والرواة وزعماء الأُسرة العبّاسية، طرح يحيى ابن اكثم سؤالا قصيراً على الإمام الجواد حول حكم: «مُحرِم قتل صيداً». فأجابه الإمام الجواد (عليه السلام) بصيغة سؤال: «هل قتله في حلّ أو حرم؟ ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ الاحتجاج، ص 331 ـ 335. 2 ـ المصدر السابق، 415 ـ 425. 3 ـ المصدر السابق، ص 425 ـ 432. 4 ـ انظر: الأُصول العامّة للفقه المقارن للسيّد محمّد تقي الحكيم، ص 183.