(91) وهذا التعبير يكشف ـ في حقيقته ـ عن اتّجاه الرأي العام الإسلامي في ما يرتبط بالمكانة التي يختصّ بها أهل بيت النبوّة (عليهم السلام) . بل إنّ هذا الاتّجاه لم يقتصر على الشعراء وعموم الناس، بل عمّ حتّى الفقهاء وأئمّة المذاهب الإسلامية، فالشافعي أنشد يقول: آل النبيّ ذريعتي وهمُ إليه وسيلتي أرجو بهم أُعطى غداً بيدي اليمين صحيفتي وكان عدد كبير من أئمّة المذاهب الإسلامية وكبار الفقهاء قد درسوا على أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، ولا سيّما الإمام جعفر الصادق،إذ جمع الحافظ ابن عقدة أسماء أربعة آلاف رجل من الفقهاء والمحدّثين، رووا ودرسوا على الإمام الصادق، وذكر ابن عقدة مصنّفات كثير من هؤلاء(2) . . منهم: مالك بن أنس، أبو حنيفة النعمان(3)، يحيى بن سعيد، ابن جريج، سفيان الثوري، شعبة بن الحجّاج، عبد الله بن عمرو، روح بن القاسم، سفيان بن عيينة، إسماعيل بن جعفر، إبراهيم بن طحّان، وغيرهم(4). ولعلّ مقولة أبي حنيفة الشهيرة: «لولا السنتان لهلك النعمان»(5) ـ وهما ــــــــــــــــــــــــــــ (1)1 ـ انظر: الصواعق المحرقة لابن حجر، ص 108، ونور الأبصار، ص 105. 2 ـ الرجال لابن عقدة الزيدي، نقلا عن أعيان الشيعة للسيّد محسن الأمين، ج 1 ص 661. 3 ـ ذكر ذلك معظم كتب الطبقات والأعلام والتاريخ، كمطالب السؤول لابن طلحة الشافعي، ص 218، والصواعق المحرقة، ص 30. 4 ـ حلية الأولياء لأبي نعيم، نقلا عن المناقب لابن شهرآشوب، ج 4 ص 247. 5 ـ تحفة الآلوسي، ص 8 وغيره من المصادر التاريخية، وقصّة التقريب للسيّد محمّد تقي الحكيم ص 90.