(90) وباقي الأئمّة أيضاً، ولعلّ من المناسب هنا ذكر أبيات من ميمية الفرزدق في مدح أهل البيت (عليهم السلام)، وتحديداً الإمام علي بن الحسين (زين العابدين): من معشر حبّهم دينٌ وبغضهمُ كفر وقربهم مَنجى ومُعتصمُ مقدّم بعد ذكر الله ذكرهمُ في كلّ بدء ومختومٌ به الكلمُ إن عُدّ أهل التقى كانوا أئمّتهم أو قيل مَن خير أهل الأرض؟ قيل همُ وكذلك رائية أبي نؤاس التي يمتدح فيها أهل البيت (عليهم السلام)، يقول: مطهّرون نقيّات ثيابهم تجري الصلاة عليهم أينما ذُكروا فالله لمّا برى خلقاً فأتقنه صفاكم واصطفاكم أيّها البشرُ فأنتم الملأُ الأعلى وعندكم علم الكتاب وما جاءت به السورُ أمّا ميمية أبي فراس الحمداني فهي من أكثر القصائد تعبيراً عن مكانة أهل البيت، ونقتطف منها هنا ما يرتبط بالبعد العلمي: الحقّ مهتضمٌ والدين مخترمُ وفيء آل (رسول الله) مقتسمُ خلّوا الفخار لعلاّمين إن سُئلوا ويوم السؤال وعمّالين إن علموا لا يغضبون لغير الله إن غضبوا ولا يُضيعون حقّ الله إن حكموا تُنشى التلاوة من أبياتهم أبداً وفي بيوتكم الأوتار والنغمُ الركن والبيت والأستار منزلهم وزمزم والصفا والحجرُ والحرمُ ــــــــــــــــــــــــــــ (1)1 ـ وفيات الأعيان لابن خلكان، ج 6 ص 96. (2)2 ـ عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق، ج 2 ص 143 ح 10، والمناقب لابن شهرآشوب، ج 4 ص 366. (3)3 ـ يقصد الشاعر هنا العبّاسيّين. (4)4 ـ ديوان أبي فراس الحمداني، تحقيق د. محمّد بن شريفة، ص 197 ـ 206.