(89) ومن الأحداث الجديرة بالذكر في هذا المجال، حادثة كتابة التاريخ، إذ أنّ عليّ بن أبي طالب هو الذي أشار على الخليفة عمر بن الخطّاب أن يبدأ بكتابة التاريخ من اليوم الذي هاجر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة، ففعل ذلك عمر(1). وكذلك رجع إليه في أن يقود الجيش الذي فتح إيران والجيش الذي قاتل الروم، وسنأتي على ذلك في فقرة قادمة. وكذا الحال مع عثمان بن عفّان الذي رجع إليه في كثير من المسائل العقائدية والفقهية، بالصورة التي نصّت عليها كتب الحديث والفقه والتاريخ(2). وكانت عائشة أيضاً تحيل كثيراً من يسألها في الأحكام الشرعية إلى الإمام عليّ، ومن أقوالها المأثورة في هذا المجال: «عليك بابن أبي طالب لتسأله»(3)، «ائت عليّاً فإنّه أعلم بذلك منّي»(4). وروى الحاكم بسنده عن قيس بن أبي حازم أنّ الصحابي سعد بن أبي وقّاص نهر رجلا تعرّض للإمام عليّ (عليه السلام) فقال عنه: «ألم يكن أوّل مَن أسلم؟! ألم يكن أوّل مَن صلّى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟! ألم يكن أعلم الناس؟!»(5). وإنّ التاريخ ليشهد أنّ لقب الإمام صار من أشهر الألقاب لعليّ، وهناك العديد من الشهادات أيضاً في الإمام الحسن والإمام الحسين، وعلي بن الحسين ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ أخرجه البخاري في تاريخه، ورواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين، ج 3 ص 14. 2 ـ انظر: الموطّأ لمالك بن أنس، ص 36 وص 176، سنن البيهقي، ج 7 ص 419، مسند الشافعي، ص 171، مسند ابن حنبل، ج 1 ص 100، وص 104، تفسير ابن جرير، ج 25 ص 61 وغيرها. 3 ـ انظر: سُنن النسائي، ج 1 ص 32، سُنن ابن ماجه، ص 42، ومسند ابن حنبل ج 1 ص 96، ص 100، ص 113، ص 117، ص 210، ص 133، ص 146، وص 149. 4 ـ المصادر السابقة نفسها. 5 ـ رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين بسنده عن قيس بن أبي حازم، ج 3 ص 499.