(69) وأما القضية الاجتماعية، فهي ـ ما أشرنا إليه في البعد الثالث ـ من أن التأهيل والإعداد في بيوت الشرف والكرامة والعز والطهارة، يكون بصورة طبيعية لتحمل المسؤوليات، وإنها تنبت الشرف والكرامة والعز والطهارة بموجب السنة والقاعدة القرآنية ( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِى خَبُثَ لاَيَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا ... )(1)، وهو أمر يدركه الناس من خلال رؤيتهم للتاريخ وحركة النظام العام للمجتمع الإنساني، وإن كان قد يشذ بعضهم عن هذه القاعدة. ولذا ورد التأكيد في الإسلام، في عدة موارد على هذا الإتجاه في الزواج وفي المشورة، وفي المصاحبة والصداقة والمعاشرة. وأما الجانب الفطري، فهو يرتبط بنظرة الإنسان الفطرية التي أكدتها الشريعة الإسلامية، وهي أن تكامل المجتمع الإنساني بصورة عامة يقوم على تكامل الأسرة والعائلة والقبيلة. وهذا بحث اجتماعي مهم له مجال آخر، ولكن بنظرة إجمالية يمكن أن نقول : أن الإسلام يرى أهمية تكامل الأسرة وارتباطها وامتدادها التاريخي في القبيلة والعشيرة، وإن ذلك هو الطريق الأفضل لتكامل المجتمع الإنساني بصورة عامة، إذا أردنا تنظيم هذا المجتمع بصورة صحيحة ومحكمة وقوية. إذن، فهذا الإنتماء يعطي الوصي والخليفة والإمام موقعاً (اجتماعياً) متميزاً في الحركة الاجتماعية، ولعل ذلك أحد العوامل والأسباب في هذا الإمتداد. * * * ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ الأعراف : 58.