(68) من قبيل أن لا يكون في النبي أو الإمام نقص في الأعضاء مخلاً بوضعه الاجتماعي، أو أن لا يكون النبي أو الإمام وضيعاً في المجتمع الإنساني أو من عائلة وضيعة وغير شريفة، أو ممتهنا لحرفة ومهنة وضيعة، إلى غير ذلك من القضايا التي يشار إليها في علم الكلام عند الحديث عن مواصفات الأنبياء والأئمة الذين يتحملون هذه المسؤولية. وأما بالنسبة إلى تفاعل الناس وتأثرهم بهذا العامل الاجتماعي، فهو أمر مشهود في تاريخ الأمم والمجتمعات الإنسانية السابقة واللاحقة يتفاضلون فيه، ويفتخرون ويتأثرون به، لأنه عامل إنساني واقعي في الحركة التاريخية وله تأثير إيجابي في حركة الأمم وبناء المجتمع، وإن لم يكن من العوامل المؤثرة في تكامل الإنسان كفرد عند الله تعالى، أو مما يدخل في حسابه يوم القيامة، كما تشير إلى ذلك النصوص الدينية، ومنها قوله تعالى : ( فَإِذَا نُفِخَ فِى الصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ )(1)، ولكنه على أي حال من العوامل المؤثرة في حركة التاريخ الإنساني والعلاقات الإنسانية(2). خلفيات البعد الاجتماعي: ولعل مرجع هذا العامل إلى عدة قضايا، نفسية، واجتماعية، وفطرية . اما القضية النفسية، فهي تأثر الإنسان روحياً بمعالم العز والشرف والكرامة والمنجزات العلمية والاجتماعية. ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ المؤمنون : 101. 2 ـ تذكر بعض النصوص استثناءاً في التأثير لنسب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في يوم القيامة، وهو أمر يحتاج إلى بحث علمي واجتماعي لهذه النصوص، لا مجال له في حديثنا في الوقت الحاضر.