(67) كانت هناك أسر علمية تتوارث هذا العلم جيلاً بعد جيل حتى أوصلت هذا العلم إلى هذا العصر، وهذا التوارث إنما كان باعتبار هذه الخصوصية، وهي إن عملية الإعداد والتربية والتأهيل في إطار البيت الواحد تكون أسهل مما تكون هذه القضية في خارج البيت الواحد(1). البعد الاجتماعي: البعد الرابع : البعد الاجتماعي، وهو ما يترتب على الإختصاص بأهل البيت من مصالح اجتماعية في التأثير على حركة الأمة وهدايتها وارتباطها بالرسالة الإسلامية وصاحبها، حيث أن هذه الإمامة التي تريد أن تقوم بهذه المسؤوليات الكبيرة أو الضخمة في المجتمع الإنساني تحتاج إلى مؤهلات اجتماعية، كما تحتاج إلى المؤهلات الروحية والفكرية. كما أن الناس في حركتهم الاجتماعية والروحية والنفسية يتأثرون بمثل هذا العامل الإنساني، وينظرون إلى الشرف والإصالة في الإنتماء وتكامل الأسرة والعائلة والعشيرة والقبيلة نظرة معنوية وإنسانية واجتماعية خاصة. أما بالنسبة إلى حاجة الإمامة إلى المؤهلات الاجتماعية، فهو من الأمور التي يشار إليها في أبحاث علم الكلام. ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ في العصور المتأخرة كانت هناك أسر علمية أخرى من قبيل أسرة آل بحر العلوم، وإسرة آل كاشف الغطاء، أسرة آل شيخ راضي، وآل الجواهري، وآل الصدر، وآل شبر، وهكذا أسرة الشيخ الأنصاري ـ من بناته ـ وقبلهم الشيخ المجلسي، والوحيد البهبهاني، وغيرهم الكثير. ولا ينبغي أن يذهب الظن إلى أن هذا الاعداد لايمكن أن يتم إلاَّ من خلال ذلك، بل قد نجد في التاريخ أشخاص متميزين في التقوى والعلم والشجاعة لم يعرفوا بأنهم من أبناء هذه الأسر، ولكن المقصود أن الأسرة تمثل عاملاً طبيعياً للاعداد.