(66) خارجة عن النظام العام، إلا بقدر الحاجة إلى هذا الإستثناء، كما هو الحال في موارد المعجزة مثلاً، وهذا يعني أنه مادام الإعداد ممكناً حسب النظام العام، فسوف يتم كذلك ويكون الإستثناء عند الحاجة والضرورة، فيتم الإعداد من خلال نظام آخر وهو النظام الغيبي. إذن، فالطريق الطبيعي للإعداد الأفضل والتأهيل الأكمل إنما يكون في دائرة البيت القريب، ويمكن أن نرى هذا الشيء في معالم أخرى من التاريخ، وفي مفردات وصور عديدة. وهذه الظاهرة نراها قد تجسدت ـ أيضاً ـ في الأسر العلمية الشريفة في تاريخ جماعة أهل البيت (عليهم السلام)، حيث قامت بأعمال شريفة في هذا التاريخ، وتحملت مسؤوليات كبيرة في مختلف أدوار التاريخ. فأننا عندما ننظر إلى تاريخ ما بعد الغيبة الصغرى، بل حتى في تاريخ زمن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) نلاحظ أن هناك ظاهرة كانت موجودة وقائمة في جماعة أهل البيت، وهي ظاهرة وجود الأسر العلمية، مثلاً أسرة زرارة بن أعين، هذه الأسرة كانت تعّرف كأسرة بحيث كان جميع رجالها ثقات، أو أسرة بني فضّال هذه الأسرة كانت ـ أيضاً ـ تعّرف كأسرة، أو أسرة الأشعريين الذين أقاموا اُسس العلم في مدينة قم المقدسة، أمثال سعد الأشعري وأسرته، وهكذا نلاحظ أسرة بني بابويه الذين كان لهم دور عظيم جداً كأسرة، حيث عندما نرجع إلى التاريخ نجد أن هؤلاء يمثلون عدداً كبيراً جداً من العلماء والفضلاء الذين كانوا يتحملون هذه المسؤوليات، وهكذا يتسلسل هذا الأمر، ولا أريد الآن أن أطيل الحديث في ذكر الشواهد، ولكن عندما يرجع الإنسان إلى التاريخ، يجد أن هذا الأمر كان من الأمور الواضحة جداً في جماعة أهل البيت (عليهم السلام) وفي علماء أهل البيت، بحيث