(64) الأشخاص ـ حتى ممن لم يكن يميل إلى علىّ (عليه السلام) من الناحية الروحية والنفسية ـ من إعداد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السلام) علمياً ومعنوياً، فيما كان يسارّه في ليله ونهاره، لأن عليّاً (عليه السلام) كان قريباً من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بحيث كان يأخذ منه العلم والأخلاق في كل مناسبة، بل في كل وقت. والكلمة معروفة عن النبي (صلى الله عليه وآله)، وعن عليّ (عليه السلام) بهذا الشأن، أما عن النبي، فهي عندما قال : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها )(1)، وأما عن عليّ (عليه السلام)، فهي عندما قال : ( علمني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب )(2). هذه الحقيقة إذا أردنا أن ننظر إليها من الناحية التاريخية والمادية، نراها كانت قائمة من خلال هذا الإقتراب في دائرة عليّ (عليه السلام) من النبي (صلى الله عليه وآله)، حيث تربى في حضن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو ابن عمه، تزوج من ابنته، فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله)يدخل إلى بيت عليّ كما يدخل إلى بيته، وعليّ يدخل على رسول الله كما يدخل إلى بيته. هذه العلاقة كانت موجودة بدرجة عالية، الأمر الذي أثار ـ أحياناً ـ غيرة بعض نساء النبي (صلى الله عليه وآله) أو حساسية، أو أي تعبير آخر يمكن أن نقوله أو نعبر عنه ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ البحار 28 : 199، حديث 6،وجاء في مستدرك الصحيحين 3 : 126، عن ابن عباس ما لفظه، قال : قال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب، قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد، وكذلك جاء في كنز العمال 11 : 600، حديث 32890، و614، حديث 32978، و32979، و13 : 147، حديث 36463. 2 ـ البحار 26 : 29 ـ30، حديث 36 و 37، و33 عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام)، في تفسير الفخر الرازي الكبير، في ذيل تفسير قوله تعالى : ( ان الله اصطفى آدم ونوحاً ... )، (آل عمران : 33)، قال : علي (عليه السلام) : علمني رسول الله((صلى الله عليه وآله)) ألف باب من العلم واستنبطت من كل باب ألف باب، قال : فاذا كان حال المولى هكذا فكيف حال النبي((صلى الله عليه وآله))، وكذلك جاء الحديث في كنز العمال 13 : 114، حديث 36372.