(63) الإعداد والواقع التاريخي: وهذه الفكرة إذا أردنا أن ننظر إليها من خلال الواقع التاريخي الذي عاشته الرسالة الإسلامية، نراها ـ أيضاً ـ فكرة متطابقة تماماً مع هذا الواقع التاريخي، حيث نرى أن الوصي الذي كان هو الإمام علي (عليه السلام) قد احتضنه رسول الله (صلى الله عليه وآله)وهو طفل صغير، حيث تذكر بعض النصوص أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان قد تكفله بالتربية قبل البعثة، من خلال التخفيف من مسؤوليات الإنفاق ـ أو المسؤوليات الاقتصادية إذا صح التعبير ـ عن أبي طالب. وبدأ الرسول (صلى الله عليه وآله) في هذه المرحلة بتربية علي (عليه السلام)، وبذلك ـ أيضاً ـ يجمع المسلمون ـ تقريباً ـ أن علياً (عليه السلام) كان أول من أسلم، وأنه لم يعرف في حياته عبادة الأصنام أو عبادة غير الله سبحانه وتعالى، وهذا أمر يجمع عليه المسلمون، ولذلك عندما يذكر اسمه جمهور المسلمين، يخصونه بدعاء (كرّم الله وجهه)، وهم بذلك يشيرون إلى هذه الخصوصية لعلي (عليه السلام)، وهذه الخصوصية إنما كانت ـ أيضاً ـ بحسب النظر إلى الظروف التاريخية ومن هذه الزاوية، بسبب إعداد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلىّ (عليه السلام). طبعاً، العنصر الغيبي، في الإصطفاء والإعداد ـ كما ذكرنا ـ قائم في نفسه مع العناصر الأخرى، ولكن من هذه الزاوية وهذا الجانب نرى ـ أيضاً ـ هذه الحقيقة قائمة. مضافاً إلى ذلك، ما تشير إليه النصوص التاريخية وتؤكده روايات بعض