(62) وأكمل من إنجازها في خارج البيت الرسالي. وهذا ما أشار إليه الشهيد الصدر (قدس سره) في قوله : (فاختيار الوصي كان يتم عادة من بين الأفراد الذين انحدروا من صاحب الرسالة ولم يروا النور إلا في كنفه وفي إطار تربيته، وليس هذا من أجل القرابة بوصفها علاقة مادية تشكل أساساً للتوارث، بل من أجل القرابة بوصفها تشكل عادة الإطار السليم لتربية الوصي وإعداده للقيام بدوره الرباني. وأما إذا لم تحقق القرابة هذا الإطار، فلا أثر لها في حساب السماء قال تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَ هِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَـت فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَتِى قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِى الظَّـلِمِينَ )(1). فالذرية عادة تكون قابلة ومهيئة للإعداد الرسالي بصورة أفضل في حركة التاريخ الإنساني(2). ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ البقرة : 124، الإسلام يقود الحياة/ خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء : 167. 2 ـ صحيح أنه قد نشاهد ـ أحياناً ـ في داخل البيت الرسالي أشخاصاً يشذّون عن المسيرة وعن الإرتباط بالرسالة، كما يذكر القرآن الكريم بعض النمادج. ومن هذه النماذج ابن نوح (عليه السلام) ، عندما يذكره القرآن الكريم كنموذج لخروج ولد لرسول عن أهداف الرسالة ومسيرتها. ونموذج آخر يذكره القرآن الكريم، له بعد آخر من الخروج وهو أب إبراهيم ـ كما يعبّر عنه القرآن الكريم ـ الذي قد يكون هدف القرآن الكريم من التأكيد عليه هو تفسير موقف (أبي لهب) من النبي (صلى الله عليه وآله) باعتباره قريباً لرسول الله وعمه، ومع ذلك خرج على هذه الرسالة، وهو الشخص الوحيد الذي ذكره القرآن الكريم بالاسم من المشركين، أو أراد به بعض أقرباء الرسول الذين كانوا بمستوى الأعمام في الحالة النسبية والإرتباط برسول الله (صلى الله عليه وآله). ونموذج ثالث يذكره القرآن الكريم هو زوج نوح ولوط، كمثل لما يمكن أن تقفه الزوجة من صاحب الرسالة، فانها وإن لم تكن من ذريته وبيته، ولكنها عادة ما تكون تحت تأثير عمله. ولكن بصورة عامة وإجمالية يفترض بأن عملية الإعداد عندما يراد إنجازها بصورة كاملة، تكون أسهل وأفضل وأكمل في دائرة البيت الرسالي من إنجازها في خارج دائرة البيت الرسالي.