(61) قُلُوبِكُمْ ... )(1). أو اؤلئك المنافقين الذين أظهروا الإسلام، ولكن أضمروا الكفر والعصيان والتمرد، ويشير القرآن الكريم إلى هذه النماذج في كثير من الموارد، ومنها في سورة التوبة والحجرات والمنافقين. وأفضل شاهد على هذه الحقيقة السياسية والاجتماعية هو ما شاهده المسلمون من حركة الإرتداد بعد وفاة رسول الله مباشرة في بعض مناطق الجزيرة العربية، أو مواقف بعض الأشخاص والجماعات السلبية من أهل بيته (عليهم السلام). وإذا كان الوضع الثقافي والسياسي في الجزيرة العربية بهذه الصورة، فكيف الحال في خارجها؟ ومع هذا الوضع لا يمكن أن نفترض بأن مهمات الرسالة قد انتهت بنهاية عمر الرسول (صلى الله عليه وآله)، وإكمال عملية البلاغ العام. نعم يمكن أن نقول بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أنهى مهمة التبيين وإقامة الحجة ومهمة التأسيس وإقامة القواعد الاجتماعية، وإيجاد الجماعة الإنسانية التي يمكنها أن تتحمل هذه الأعباء بصورة عامة. وعندئذ، فلابد من وجود الإمامة، لتحمل هذه الأعباء الثقيلة الأخرى بعده، كما ذكرنا سابقاً. ولكن تحمل هذه الأعباء الثقيلة يحتاج إلى إعداد كامل يتناسب مع طبيعة وحجم هذه الأعباء الضخمة التي سوف يتحملها هؤلاء (الأئمة) بعد النبي (صلى الله عليه وآله). وهنا يمكن أن نقول بأن عملية الإعداد هذه التي يراد إنجازها من أجل تحمل هذه الأعباء، إنما يمكن أن تتم في داخل البيت الرسالي بصورة أفضل ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ الحجرات : 14.