(57) بالنعل... )(1). إذن، فإذا كانت هذه الظاهرة هي ظاهرة تاريخية في الرسالات الإلهية، وهو أن تكون الوصاية في أقرباء النبي القائد، فلماذا تختلف الرسالة الإسلامية ـ بعد فرض ضرورة الإمامة واستمرارها ـ عن هذه الظاهرة التاريخية التي هي موجودة في كل الرسالات الإلهية؟! ولكن هذه الظاهرة التاريخية تحتاج إلى تفسير تاريخي، ولعل ذلك ـ والله العالم ـ لأحد أمرين : الجذر التاريخي ودوره: الأمر الأول : أن الوصي والإمام عندما يكون له هذا الجذر التاريخي والإرتباط النسبي بالرسالة، يكون إحساسه بالإنتماء إليها وشعوره بالمسؤولية تجاهها، متجذراً بدرجة عالية جداً، وذلك حينما يرى في نفسه فرعاً من شجرة طيبة أصيلة، تمتد في جذورها الرسالية عبر القرون في التاريخ الرسالي والإنساني، وتمده بالعزم والإرادة والصبر والصمود والقدرة على تحمل المحن والآلام والشدائد والإنتصارات والتقدم والبركة الإلهية التي شهدتها هذه الشجرة الطيبة في تاريخها. ويؤكد هذا التفسير عدة مؤشرات، يمكن أن نلاحظها في القرآن الكريم : الأول : تأكيد القرآن الكريم على الجذر التاريخي للرسالة الإسلامية، مع ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ البحار 28 : 8، حديث11، عن تفسير القمي، وجاء هذا الحديث في كتب الفرقين إما بلفظه أو بمضمونه، مثل مجمع البيان 5 : 49، وكمال الدين : 576، طبعة مكتبة الصدوق، وصحيح البخاري : باب 50 من كتاب الأنبياء، وصحيح مسلم الحديث 6 من كتاب العلم، سنن بن ماجه باب 17، من كتاب الفتن ... الخ.