(52) في هذا التكريم الإلهي وهذا الإتجاه الفطري في الإنسان الذي تحول إلى سنة في مسيرة الأنبياء، والله سبحانه وتعالى أعلم. البعد الغيبي: متمحضاً في الجانب المادي فقط، وإنما فيه عنصر غيبي، وهذا العنصر الغيبي امتياز، شاء الله تعالى أن يتعامل معه ـ أيضاً ـ من خلال الغيب، بمعنى أن هناك الكثير من الأسرار في حركة الإنسان وحركة التاريخ الإنساني ترتبط بالغيب، ولم يشأ الله تعالى أن يكشف هذه الأسرار للإنسان في هذا العالم، ولكن قد يكون لهذه الأسرار أثر في تكامل حركة الإنسان في حياته الدنيوية التي لها إرتباط ـ أيضاً ـ بالغيب في هذا العالم المشهود، وكذلك التكامل في حياته الأخروية، لأن الحياة المادية الدنيوية لهذا الإنسان هي حياة محدودة، والحياة الحقيقية ـ كما يعبر القرآن الكريم ـ إنما هي الحياة الآخرة، ( وَمَا هذه الْحَيَو ةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الاَْخِرَةَ لَهِىَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ )(2)، وهي الحياة الممتدة الطويلة الأبدية الخالدة، وهذه الحياة الحقيقية هي حياة غيبية. فهناك الكثير من الأسرار ذات العلاقة بالإنسان، وحياة هذا الإنسان لم تكشف لهذا الإنسان، ولها تأثير في حياته في العالم الآخرة، بل ومن خلال حركة ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ السجدة : 9. 2 ـ العنكبوت : 64.