(50) وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّـلِحِينَ * وَإِسْمَـعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَـلَمِينَ * وَمِنْ ءَابَآئِهِمْ وَذُرِّيَّـتِهِمْ وَإِخْوَ نِهِمْ وَاجْتَبَيْنَـهُمْ وَهَدَيْنَـهُمْ إِلَى صِرَ ط مُسْتَقِيم )(1)، فعندها نجد أن القرآن الكريم يتحدث عن إبراهيم (عليه السلام) وكيف جعل الله تعالى في ذريته النبوة، ويذكر مجموعة من أسماء الأنبياء من ذريته بدون ترتيب زماني، ثم يشير إلى أمرين يمكن أن نفهم منهما هذه السنة التاريخية : أحدهما : الإنتقال بالإشارة إلى نوح (عليه السلام) ( وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ )ليربط هذا التاريخ بما قبل إبراهيم (عليه السلام) . ثانيهما : تعميم النعمة على الآباء والذريات والأخوان، مما يفهم منه القانون العام ( وَمِنْ ءَابَآئِهِمْ وَذُرِّيَّـتِهِمْ وَإِخْوَ نِهِمْ ). وهكذا ما ورد في سورة مريم، عندما تحدث القرآن الكريم عن مجموعة من الأنبياء : إبراهيم وبعض ذريته وإدريس قبل إبراهيم ثم يختم الحديث بالقانون العام ( أُوْلئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوح وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَ هِيمَ وَإِسْرَ ئِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَـتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا )(2). والشيء نفسه ـ أيضاً ـ يذكره القرآن الكريم في سورة الحديد، ولكن على نحو الإشارة، وذلك عندما يتحدث عن نوح وإبراهيم (عليهما السلام)، حيث جعل في ذريتهما النبوة، قال تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَ هِيمَ وَجَعَلْنَا فِى ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَـبَ فَمِنْهُم مُهْتَد وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَـسِقُونَ )(3). ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ الأنعام : 83 ـ 87. 2 ـ الآية : 58. 3 ـ الآية : 26.