فانك قد ضيعت أمور المسلمين، وفوضت ذلك الى غيرك»(101). ومن أجل المحافظة على وحدة الدولة الاسلامية ومنعها من التفكك والتصدع بفتن داخلية نابعة من حب التسلط وحب الزعامة كان ينصح المأمون ويرشده الى اتخاذ الموقف المناسب تجاه الاحداث والاشخاص، فقد اخبره بانّ هنالك مؤامرة لقتله تدبر له في الخفاء بعد ان اطلع الامام على تفاصيلها. وكان التعاون بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم، والدعوة الى جعل المصلحة الاسلامية العليا ووحدة المسلمين هي الحاكمة على الافكار والعواطف والممارسات، وكانوا يوجهون انصارهم نحو الافاق العليا المشتركة والتعالي على الاطر الضيقة والتعامل مع الفواصل في حدودها الجزئية التي لا تمنع من اللقاء والاجتماع، وقد شهد لهم القاصي والداني بالاخلاص والنصيحة للدين وللدولة وللمسلمين. * * *