البصري وعبدالله بن معمر الليثي(86). ومن اجل الحفاظ على سلامة العقيدة وسلامة العلاقات الاجتماعية والمذهبية ومن أجل غلق الثغرات أمام المتربصين كان يحارب الغلاة الذين لا يحتمل هدايتهم ومنهم المغيرة بن سعيد العجلى(87). وحينما شددت السلطات الاموية على حركة الامام بملاحقة ومتابعة زائريه والداخلين عليه، كان ينيه بعضهم من الدخول عليه حفاظاً عليهم وان كانوا يخالفونه في الرأي والفتوى ومنهم الامام «ابو حنيفة» وهو الذي يقول: « اتيته فسلمت عليه، فقعدت اليه فقال: «لا تقعد الينا يا أخا العراق فانكم قد نهيتم عن القعود الينا»(88). وكان يسدّد الحاكم نحو الصلاح ويبدي نصائحه وتوجيهاته القيّمة لكي تكون افكاره وممارساته منسجمة مع الخط العام والاسس العامة للرسالة الاسلامية، وكان عمر بن عبدالعزيز محط نظر الامام لاستجابته للنصائح والارشادات المنطلقة من الامام ومن نصائحه قوله: «واتق الله عز وجلّ يا عمر، وافتح الأبواب وسهل الحجاب وانصر المظلوم ورد المظالم... ثلاث من كن فيه استكمل الايمان بالله، «فجثا عمر على ركبتيه ثم قال: ايه يا أهل بيت النبوة» فقال: يا عمر: من اذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل، واذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، ومن اذا قدر لم يتناول ما ليس له»(89). وايماناً من عمر باخلاص الامام وتقديمه للمصلحة العليا على غيره كان