الشعوب المنضوية تحت لوائه. وقد اشتهر عنه انّه انقذ عبد الملك بن مروان من تهديدات ملك الروم الذي استغل حاجة المسلمين الى النقد لاذلالهم، فاقترح عليه خطة جديدة للنقد انقذت المسلمين من التبعية الاقتصادية(83). ومن مصاديق الانطلاق في آفاق المصلحة والوحدة الاسلامية انّ الامام لم يفكر باللجوء الى دولة كافرة هروباً أو خلاصاً من ظلم واضطهاد الامويين. وفي علاقاته داخل المدينة كان لا ينقطع عن الاعمال والمشاريع العامة كصلاة الجماعة وصلاة الجمعة وصلاة العيدين(84) فهو يتحرك في إطار المشتركات بينه وبين الآخرين ويسعى لتوحيد الصفوف ولو ظاهراً من خلال المشاريع أو العبادات التي تؤدى جماعة. من سيرة الامام محمد الباقر (عليه السلام): كان الامام يوجه اتباعه وانصاره الى اقامة العلاقات مع المخالفين من اتباع السلطان أو من اتباع المذاهب الاخرى ومسايرتهم في نقاط الاختلاف لكي تكون المظاهر واحدة لا توحي بالتمزق والتشتت، وكما يقول: «خالطوهم بالبرانية»(85). وكان يدخل في حوار هادىء مع الفقهاء من مختلف المذاهب والاتجاهات للوصول الى نقاط الاشتراك والتوجه منها الى العمل المشترك من أجل المصلحة الاسلامية العليا، وكانت له علاقات وثيقة معهم كعبدالله بن الأزرق وقتادة بن دعامة