والامام الحسين (عليه السلام) حينما قاد نهضته المباركة أراد تغيير المفاهيم والقيم الجاهلية التي سادت في عصره، وتغيير الحاكم الذي تولّى الحكم عن طريق الارهاب، وأعلن عن انحرافه عن الاسلام عقيدة وعن الاسلام سلوكاً، وقد أعلن عن كفره صراحة حينما تمثل ببعض الابيات ونفى فيها الوحي والتنزيل كما ورد في جملة من المصادر(81). وقد صرّح الامام بانّه نهض من أجل اصلاح الاوضاع والسير على نهج جدّه وأبيه، وانّ نهضته فتح: «أمّا بعد فانّه من لحق بي منكم استشهد ومن تخلف لم يبلغ مبلغ الفتح»(82). وكان لدم الامام الدور الاكبر في ايقاف انحراف الحاكم أو تحجيمه، حيث لم يستطع الاستمرار في تآمره على المنهج الاسلامي، وقد يصح القول انّ الحاكم لم يمنح الامام اي فرصة لاتخاذ موقف آخر، فقد خيره بين البيعة وبين القتل. ومع هذا الموقف الاّ انّ المتتبع لحركة التاريخ يجد انّ اعداداً كبيرة من الموالين الى الامام الحسين (عليه السلام) كانوا في مقدمة الجيش دفاعاً عن الدولة وعن ثغور المسلمين. من سيرة الامام علي بن الحسين (عليه السلام): على الرغم من اشتراك الجيش الاموي في قتل أبيه الاّ انّ هذه الواقعة لم تمنع الامام من الانطلاق في آفاق المصلحة الاسلامية العليا فقد عرف عنه انّه كان يدعو للجيش المرابط بالثغور بالنصر والظفر، لانّ انتصاره سيكون انتصاراً للاسلام لا لشخص الحاكم وسيكون انتصاراً للمفاهيم والقيم الاسلامية بتقريرها في واقع