مراقب ومعارض يوقف الانحرافات أو يصلح الأمور نحو الوضع الأفضل، فبقتله يخسر المسلمون القدوة الصالحة ولهذا فليس من الصالح خروجه بالسيف ولا مصلحة في ذلك، ولهذا رفض الخروج المسلح وان وجد قاعدة مستعدة له، ورفض الثورة للمصلحة لا يعني السكوت أمام الانحراف، فقد استمر الامام بمعارضته للنظام معارضة حقيقية ضاغطة أوقفت كثيراً من الممارسات السلبية والانحرافات الواضحة المعالم سواء كانت صادرة من رأس النظام أو من أجهزته التنفيذية، وقد عاش الامام هدنة حقيقية أراح فيها الأمة من الحرب الداخلية التي لا تحقق نصراً على المدى القريب أو البعيد، واوقف اراقة الدماء التي لا مصلحة في اراقتها في تلك المرحلة الزمنية التي حكمها معاوية. نهضة الامام الحسين (عليه السلام) والمصلحة الاسلامية: من ثوابت الشريعة والمنهج السياسى الاسلامي ان يكون الامام أو الخليفة أو الحاكم الاسلامي فقيهاً عادلاً كفوءاً في تدبير الامور(80)، وهذا الأمر محل اتفاق علماء الشيعة والسنة، وبالذات العدالة فانّها شرط أساسى وخصوصاً اذا كانت الامة قادرة على الاعتراض وابداء الرأي، وعلى هذا الاساس فانّ تولّي الفاسق وتسلطه على رقاب المسلمين خلاف للمصلحة الاسلامية، لانّه لا يسعى لتقرير المفاهيم والقيم الصالحة في الواقع ولا يكون المتولي حريصاً على مصلحة الاسلام العليا، ومن هنا ينبغي عدم الركون لمثل هذا الحاكم وتبديله بغيره، والتبديل محل اتفاق جميع المسلمين ولكنّهم اختلفوا في اساليب التبديل والعزل من حيث تأثيراتها على الاوضاع العامة وخصوصاً في مسألة اراقة الدماء.