(47) تعويض إلهي عن الجهود التي بذلها في سبيل الله والحق والعدل والإنسانية، كما قد يفهم ذلك من قوله تعالى : ( ... قُل لاَّ أَسْــَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى ... )(1)، فيكون أجراً له على ذلك، وإنما اختص هذا الأجر به دون بقية الأنبياء الذين أكد القرآن على أنهم لا يبغون أجراً على رسالتهم إلا الإيمان بالله تعالى، لأن النبي (صلى الله عليه وآله) قد بذل جهداً لم يبذل مثله أحد من الأنبياء، وقد تحمل من الآلام والمحن ما لم يتحمله أحد قبله ولا بعده... أو أن هناك شيئاً آخر غير موضوع التكريم والتشريف(2)؟ هنا يمكن أن نشير بهذا الصدد إلى عدة نقاط ـ أيضا ـ مع قطع النظر عن الروايات التي وردت في هذا الموضوع والإستدلال على إمامة أهل البيت (عليهم السلام)من خلال النصوص الشريفة التي دلت على إمامتهم(3). التكريم والتشريف: النقطة الأولى : هي قضية التكريم والتشريف التي أشرنا إليها في طرح السؤال، حيث نلاحظ من خلال القرآن الكريم ومسيرة التاريخ الرسالي لكل الرسالات الإلهية أن الله تعالى شاء بلطفه وكرمه وفضله على أنبيائه بأن يجعل من ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ الشورى : 23. 2 ـ هذا البحث ينفعنا ـ كما سوف نتبين ذلك ـ في تفسير ظاهرة اصطفاء ذرية إبراهيم وآل عمران وغيرهما أيضاً. 3 ـ هذا البحث سوف نتناوله في محله الخاص، وهو القسم الثاني من هذا الموضوع، وهو بحث كلامي عقائدي له أساليبه وأدلته وبراهينه الخاصة به ـ أيضاً ـ وإنَّما نريد في هذا البحث أن نفسر هذه الظاهرة، ظاهرة تعيين الإمامة وتشخيصها في خصوص أهل البيت (عليهم السلام) تفسيراً ينسجم مع الأطر العامة التي جاء بها الإسلام، وأكدها القرآن الكريم، وترتبط ـ أيضاً ـ بمسيرة الإنسان وتكامله.